رياض الزهراء العدد 224 في ضيافة الرياض
درّة عليّ: المشغولات اليدويّة تمنحني كيانًا متجدّدًا
تعدّ المشغولات اليدوية عالمًا واسعًا يجمع بين الفنّ، والإبداع، والصبر، فهي ليست مجرّد حرفة بسيطة، بل مساحة للتعبير عن الذات، وإبراز الذوق الخاصّ بصانعه، ولأنّها تنبض بالروح الإنسانية وتصنع بحبّ، تبقى لكلّ قطعة حكايتها التي تميّزها عن المنتجات الجاهزة، في هذا السياق التقينا بالسيّدة (درّة عليّ)، صاحبة مشروع (زهور درّة)، التي اختارت أن تحوّل شغفها بصناعة الأزهار اليدوية إلى عمل متكامل مليء بالطموح والأحلام. أخبرينا كيف كانت انطلاقتك في عالم المشغولات اليدوية؟ بدأت بتجارب مختلفة في مجال الأعمال اليدوية، كالسيراميك، وإعادة تدوير الفلّين والفوم والجوخ، لكنّني وجدت ضالّتي المنشودة في صناعة الزهور الصناعية من مادة (Pipe cleaner)، فهي تمنحني مساحة إبداعية واسعة، وكلّ قطعة أنجزها تمنحني سعادة خاصّة. لماذا اخترت لموقعك الإلكتروني اسم (زهور درّة)؟ وما هدف زهور درّة في المستقبل؟ هذا الاسم يحمل طاقةً إيجابيةً وتفاؤلًا، وانعكاسًا لجمال الزهور وروح الأمل التي أصنعها وأعيشها مع كلّ عمل. أطمح في المستقبل أن يكون لي علامة تجارية مميّزة وأشارك في المعارض، وأن أقيم ورشًا تعليمية خاصّة لتدريب النساء الراغبات بتعلّم هذه الحرفة إلكترونيًا أو حضوريًا. كيف تختارين تصاميمك؟ وهل تعتمدين على طلبات الزبائن فقط؟ أوازن بين الأمرين، أحيانًا ألبّي رغبات الزبائن باختيار تصاميم تناسب أذواقهم، وأحيانًا أستعين بأفكاري الخاصّة، المهمّ أنّ كلّ قطعة أصنعها لا تخرج من تحت يدي إلّا محمّلة بالحبّ والاعتزاز. هل واجهت انتقادات في البداية؟ كيف تعاملت معها؟ نعم كثيرًا، إذ حاول بعضهم إحباطي وقالوا: إنّ مشروعي لن ينجح وسط المنافسة الكبيرة من الأعمال المستوردة والمصنّعة، لكنّني عددت تلك الكلمات حافزًا للمضي قدمًا، وأثبتّ العكس، والحمد لله أعمالي لاقت إقبالًا واسعًا وطلبات متزايدة. ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في تأسيس مشروعك؟ أكبر التحدّيات كانت الحاجة إلى السيولة المالية لتغطية مستلزمات العمل، إضافة إلى التسويق على مواقع التواصل، وهو ليس أمرًا سهلًا، لكن بالصبر والجهد استطعت الوصول إلى زبائن من مدن مختلفة، وقد وفّرت لهم خدمة التوصيل. برأيك، ما أثر المشغولات اليدوية في المرأة؟ وما الرسالة التي تقدّمينها؟ العمل في هذا المجال له تأثير نفسي وصحّي كبير، فهو يجدّد الطاقة، ويمنح المرأة شعورًا بالكيان المتجدّد وبالنسبة إليّ، فقد كان طوق النجاة من الضغوط اليومية، وأقول لكلّ امرأة: لا تتردّدي، ابدئي خطوتك الأولى وتوكّلي على الله تعالى، فكلّ رحلة نجاح تبدأ بخطوة صغيرة.