رياض الزهراء العدد 225 شمس مغيّبة
سر الوجود
في عتمة هذا الزمن مع تزايد الفتن، وانتشار دخان الأباطيل في المجتمعات يبقى التمسّك بالخطّ المهدوي هو طوق النجاة في زمنٍ غاب شخص إمامنا عنّا، إلّا أنّ أنواره بقيت بيننا تهدينا في ظلمات الحياة. هو الغائب الحاضر بيننا ببركاته ودعائه، هو السبب المتّصل بين الأرض والسماء. هو قطب عالم الإمكان، مَن به يقوم الوجود، وهو سرّ استمرار هذه الحياة وبقاء الكون ومحوره. الموجود الأكمل، مَن يقود البشرية إلى حيث الحياة الحقيقية، هو حجّة الله وخليفته في أرضه، ووارث أنبيائه، به يتحقّق الوعد الإلهي. تصلنا ألطافه وإنْ غيبّت شخصه سُحب الغَيبة، تدفئنا شمس محبّته ويرعانا بعين الرحمة الإلهية، فهو عين الله الباصرة وإذنه السامعة، مثلما جاء في قوله (عجّل الله فرجه الشريف): "أمّا وَجهُ الانْتِفاعِ بي في غَيبَتي فكالانْتِفاعِ بالشَّمسِ إذا غَيَّبها عَنِ الأبصارِ السَّحابُ"(1) لا تخلو الأرض من حجّة، والإمام المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف) هو حجّة الله في هذا الزمان، بفضله تحفّ بنا البركات وبه ينزل الغيث، ووجوده أمان لأهل الأرض وبه يمسك الله سبحانه السماء أنْ تقع على الأرض، فصاحب زماننا هو مجرى الفيض الإلهي، ولولا وجوده لما كان لهذا الوجود من نور، هو سرّ كلّ هذا الوجود، مثلما جاء في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، فعن أبي حمزة، قال: قلتُ لأبي عبد الله (عليه السلام): أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: "لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت"(2). ........................................... (1) ميزان الحكمة: ج1، ص184. (2) الكافي: ج1، ص179.