رياض الزهراء العدد 79 واحة البراءة
الكَسلُ لا يُطعِمُ العسلَ
في قرية صغيرة يعيش سكانها كأنهم أسرة واحدة يعملون جميعا ويأكلون سويّة مما تطبخه نساء القرية، وكانت أمّ عدنان هي المسؤولة عن الطعام، وفي نهاية الموسم كانوا يقتسمون ما كسبوه من رزق حلال فيما بينهم، وكان هناك شاب كسول اسمه مصطفى، يأكل ممّا يأكل شباب القرية من طعام أم عدنان، ويستلقي على الأرض تحت ظل الشجرة، ينظر إلى الشباب وهم يعملون ويجدّون ثم يغطّ في نوم عميق، حتى يأتي الطعام، فيوقظونه؛ ليأكل معهم، تضايق الشباب من تصرّف مصطفى، وقرروا أن يلقنوه درساً، اتفق الشباب مع أم عدنان أن تضع الطعام خلف المنزل بعيداً عن مصطفى، حتى لا يشعر بقدوم الطعام فيستيقظ، ولم يوقضوه، استيقظ مصطفى عند المغيب، ونظر من حوله فرأى الشباب يعملون بجدّ ونشاط، شعر مصطفى بالجوع يقرص معدته، سأل أم عدنان عن الطعام، تبسمت له وقالت: لقد أكلنا وشبعنا يا مصطفى، وأنت تغطّ في النوم العميق، ولم يبقَ لديّ طعام، غضب مصطفى وعاد إلى مكانه، ولكنه لم يستطع النوم من شدة جوعه. في اليوم الثاني عاد مصطفى مرة أخرى واستلقى تحت ظل الشجرة ونام، وحدث نفس ما حدث بالأمس، استيقظ مصطفى وأخذ العصا وتوكأ عليها، وبدأ يبحث عن الشباب حتى وصل إليهم، فوجدهم قد انتهوا من طعامهم وكلّ واحد منهم قد استلقى ليرتاح قليلاً، غضب مصطفى وجاء إلى أم عدنان وطلب منها الطعام، فقالت له: الطعام فقط لمن يشتغل ويتعب، وليس لمَن ينام ويرتاح، وفي اليوم التالي جاء مصطفى مبكراً، وشمّر عن ساعديه، وأخذ يعمل بجدّ واجتهاد، نظر شباب القرية إلى مصطفى، وفرحوا به فرحاً كبيراً، وعند الظهيرة اقتربت أم عدنان من مصطفى، وقالت له: هيا يا مصطفى إلى الطعام، فأنت تعبت اليوم كثيراً، وتحتاج إلى الطعام يا عزيزي.