طفولة آمنة وأمومة ممكنة من قلب مركز الصديقة الطاهرة (عليها السلام)

مريم حميد الياسري/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 19

ولدت فكرة حضانة وروضة تعنى برعاية الأطفال وتعليمهم؛ لتكون سندًا للأمهات العاملات والطالبات في مركز الصديقة الطاهرة (عليها السلام) للنشاطات النسوية، فلم تكن مجرد مشروع تربوي، بل استجابة فعلية لحاجة ملحة، تهدف إلى تمكين المرأة وتوفير بيئة آمنة لأطفالها في أجواء تفاعلية تدمج بين التعليم، واللعب، والتربية. ففي رحاب روضة الصديقة الطاهرة (عليها السلام) نشاهد طفولة لها أحلام صغيرة، تكبر كل يوم بين الضحكات، والخطوات الأولى نحو الحياة الدراسية، وهي تمثل مشروعًا تربويًا يحمل رسالةً إنسانيةً ساميةً، ففي هذا الفضاء تغرس القيم، وتبنى الشخصيات، ويمهد الطريق للمستقبل المدرسي. ولنعرف المزيد من المعلومات توجهنا إلى السيدة سرى نافع الموسوي/ معاونة إدارة المركز التي أجابتنا متفضلة: ـ متى افتتحت حضانة وروضة الصديقة الطاهرة (عليها السلام)، وما الهدف من افتتاحها؟ افتتح مركز الصديقة الطاهرة (عليها السلام) للنشاطات النسوية في (4/شعبان/ 1436هـ) الموافق لـ(23 أيارـ مايو/ 2015م) بالتزامن مع ذكرى ولادة المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) خلال فعاليات مهرجان (ربيع الشهادة الثقافي العالمي الحادي عشر)، وبرعاية المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه). وكانت روضة الصديقة الطاهرة (عليها السلام) جزءًا مهما من هذا المركز، وتابعة لشعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، ثم ألحقت رسميًا بوحدات إدارة المركز في (نيسان ـ أبريل/ 2016م). أسست الروضة بهدف تمكين المرأة، وإتاحة الفرصة للأمهات للالتحاق بالدروس الدينية، والقرآنية أو العمل في ضمن إدارات المركز وملاكاته عن طريق توفير مكان آمن ومناسب لأطفالهن. ـ أي الأعمار تستقبل الحضانة والروضة، وما الخدمات التي تقدمونها؟ تستقبل روضة الصديقة الطاهرة (عليها السلام) الأطفال من عمر (1ـ 5)، وتوفر لهم بيئة تربوية وتعليمية آمنة، وتسهم في تنمية مهاراتهم الأساسية، وتساعد الأمهات على التفرغ للتعليم، أو العمل في المركز، وتضم الوحدة عدة أقسام أساسية: الحضانة، والتأهيلي، والروضة، وغرفة المنام، واستحدثت في هذا العام (2025م) قاعة خاصة بالألعاب. وتؤدي الوحدة عددًا من المهام، أبرزها: • المساهمة في نمو الأطفال الحسي الحركي عن طريق تقديم أنشطة متنوعة تشمل الألعاب الفكرية والحركية. • تقديم قصص هادفة ومسلية تغرس القيم التربوية، وتساعد على تنمية مهاراتهم الشخصية. • إعطاء دروس مبسطة وفق منهاج (نحو القمر) لتهيئة الأطفال تربويًا وتعليميًا، مما يتيح للأمهات من الطالبات مواصلة دراستهن، وللمنتسبات أداء مهامهن. • الحفاظ على سلامة الأطفال في جميع مناطق اللعب والاستراحة. وفي إطار الأنشطة التفاعلية التي تهدف إلى التجديد والإبداع، تنظم الوحدة دروسًا تفاعلية لمساعدة الأطفال على التمييز بين العادات الجيدة والسيئة. ـ ما الذي تتضمنه البرامج في العطلة الصيفية؟ تستقبل روضة الصديقة الطاهرة (عليها السلام) في العطلة الصيفية الأطفال من عمر (6 ـ 10) سنوات، ممن هم في الرياض الخارجية، أو الصفوف الأولية، وذلك لتسهيل أمور الأمهات المنتسبات. وقد أعدت لهم برامج متنوعة أخلاقية، وتعليمية، وترفيهية من قبل إدارة المركز، وبمساندة مركز الثقافة الأسرية وبمشاركة شعبة الخطابة الحسينية، والمدرسة القرآنية، وإذاعة الكفيل وكلها تقام تحت متابعة مباشرة من إدارة المركز لضمان تحقيق الفائدة المرجوة. ـ هل لديكم برامج خاصة بالمناسبات الدينية تقدم للأطفال لتعرفهم على شخصيات أهل البيت (عليهم السلام)، وتعليمهم ما ينفعهم منها؟ نعم، تقيم وحدة الروضة برامج خاصة لإحياء شعائر أهل البيت (عليهم السلام) في أفراحهم وأحزانهم، وذلك من أجل غرس حب آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) في قلوب الأطفال. وتقدم هذه البرامج بروح مرحة وابتسامات مشرقة، إذ يشارك الأطفال في فعاليات متنوعة، ويقفون رافعين أكفهم الصغيرة على رؤوسهم مؤدين التحية والسلام لصاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) استعدادًا ليوم مليء بالبركات والتعلم والنشاط. ـ ما الرسالة التي توجهينها إلى الأمهات العاملات؟ رسالتنا إلى الأمهات العزيزات هي أن يحرصن على عدة أمور، منها: • الحفاظ على النظافة الشخصية للأطفال. • تجهيز حقائب الأطفال بكافة المستلزمات والاحتياجات اليومية. • التواصل والمتابعة اليومية مع المعلمات والمربيات لمعرفة تفاصيل البرامج والأنشطة التي تقيمها إدارة وحدة الروضة، مما يعزز من تفاعل الأطفال، واستفادتهم. ـ هل تستعيدين ذكريات من طفولتك وأنت تعملين مع الأطفال؟ إن العمل مع الأطفال يفتح باب الذكريات دائمًا، فمرحهم، وفضولهم، وعفويتهم تعيد إلى الذاكرة أجمل لحظات الطفولة، وتمنح المربيات والمعلمات شعورًا بالصفاء والسعادة، كأن المعلمة تسترجع طفولتها معهم في كل يوم.