رياض الزهراء العدد 225 إسقاطات ذاتية
لنفسك هو أنت وأقربها أبوك
لنفسك هو أنت، وأقربها إلى روحك هو أبوك، فحنان الوالد وسائد من الجنة، نريح رؤوسنا عليها. أبي هو وسام حياتي، له بريق ما يزال وهاجًا منذ طفولة أحلامي، فهو وطني، وموطن عالمي. أتذكر له سجايا ما تزال تعيش في طباعي، ونسيت عنه أشياء تمنيت لو كنت دونتها، وأخرى احتفظت بها في أول درجٍ يضم ممتلكاتي، قصص وروايات ما تزال تحاكي الذاكرة، وتسر بها نفسي. كم أحتاج إلى الشجاعة لأكتب عنك يا والدي، فشرحي يأتي متأخرًا. فعندما نكتب عن شخص نعي جيدًا أنه لن يتكرر، تغدو الكتابة صعبة، ففي هذه الحياة كل شيء تتعلمينه لوحدك، إلا التربية، فستتعلمينها من والديك. الرحمة، والأمان، والهدوء، والسكينة، والطمأنينة، والسماحة، والفصاحة، والرحابة، والحلم، والوداعة والشجاعة، والصبر، والصمت، وطلب العلم حتى تصلي إلى الصين إن تطلب الأمر، والعزلة للتأمل، وضبط النفس، وما شرحت قليل، فهناك حوار دائم، وقصص يومية إلزامية ما قبل النوم، تغمر دواخلنا بصدقٍ يؤنس النفوس. نعم کان أبي صادقًا.. غذاني بمبادئ الحقيقة الساطعة كشروق الشمس، ورعاني بحكم الليل السرمدي، فكل الأصوات من حولي كانت صادقة، وكبرت معنا نوايانا الصادقة وملامحنا التي تحمل لمعة الحب والسلام لكل الناس. أنا مجبرة على الفخر بك يا والدي.