آيَةُ الكَسر
ما هي حكاية آيةَ الكَسر؟.. ذات يوم قام يتلو معلّم آيةُ الكسرِ من كُتبِ الخُلود.. تلا قصةَ مبدأ ومعتقدٍ بنبرةِ حزنِ الجدود.. قائلاً: يا طالبَ العلمِ إنّ الله أنجز الذي قد وعد باختيارِ المختارِ منفذاً لهذا العهد.. جراحاتُ كربلَاءَ خبرٌ دمعُهُ طرقَ أبوابَ الخُدود.. فطرقتْ الجراحاتُ أبوابَ قلوبٍ؛ لتروي لنا ما قد حصل من أسرٍ وصوتٍ للقيود.. وقام فارس يتلو آيَةَ الكسرِ على سمعِ القيود.. فارسٌ أبصرَ أقصى النهر لفتيةٍ قضوا ليبقى اللّواء.. فمضى في أعمالهم يُمعن النظر، وباسم كلّ منهم ما قد حصل، ويرتشف منهم الإباء.. لينظر النهر ويمعن النظر، فيرى صورة القمر، حينما التقى الجمعان كيف أنه عبس وأوشك الأمر على كنْ فيكون.. وسهمُه الباكي على العَطاشى، ما يزال يبكي بدمعٍ منهمر.. حجرٌ عكّر صفوَ النهر؛ ليُسقى من عين الفضل بدمعِ الفراقِ المنهمر.. نثرَ الوردَ على النهر دعوةً مجابةً لغيابِ شبابِ عليٍّ الأكبر.. ونجومٌ في السماء هَوتْ وانكدرت.. وإذا السماءُ انفطرتْ بهويِ السبطِ إلى وضعِ السجود.. وتبت يدُ الجاني الذي هوى على صدرِ السبطِ المنتجب.. مهرولةً زينب على ظهر الخيول، وفي قلبها لوعةُ غربةِ المُغترب.. فأنجز الله الذي قد وعدِ وتعلّم الصبرُ درساً في دوحةِ الصّمود.. فتفجّر قلبُ الفارس غضباً، وأعدّ واستعدّ أن لا يُنسى دمُ عاشور.. وإذا بالنفوسِ الشحّ طُراً أُحضرت، وهوى الفارسُ يضرب بالسيفِ آيَة الكسرِ على سلاسلِ القيود.. احفظْ القصةَ؛ لتُرَدّدَ في كلّ العصورِ، وتَرسم طريقَ عزٍّ بدمِ الصّمود..