صَفَحاتُ التّارِيخ

لوية هادي الفتلاوي
عدد المشاهدات : 171

سرحتْ خواطري في عوالم التاريخ، فقلّبت صفحة اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني، وفيها وفاة السيدة الزهراء (عليها السلام) على رواية، فرأيتُ سيّد الأوصياء وسيديّ شباب أهل الجنة (عليهم السلام)يبكون وينتحبون، ورأيتُ الملائكة يطوفون حول بيتها، ثم يحلّقون باتجاه بيت الأحزان، ذلك البيت الذي ضمّ في جوانبه آهات وزفرات القديسة الطاهرة، ذلك البيت الذي ابتلّت أرضه بدموعها واجتهدت ملائكة الرحمن برفعها إلى العرش؛ لتبقى شاهداً على أمة آذت نبيّها بابنته. وفي صفحة العاشر من شهر ربيع الثاني تلتقي أحزان السيدة الزهراء (عليها السلام) بسميّتها المعصومة (عليها السلام) التي عوّض الله المؤمنين بمرقدها عن خفاء مرقد جدتها الزهراء (عليها السلام)، فكانت تشاطرها في الأحزان والأرزاء، فالمعصومة فقدت أباها، فعوّضها الله بأخيها الإمام الرضا (عليه السلام) الذي هدّها فراقه وآلمها ابتعاده، فلم تُطق صبراً، فهاجرت إليه مع ثلة من إخوتها وجواريها، ولكن لم يمهلها القدر، فمرضت في الطريق وماتت لتكتمل آلام أهل البيت. وفي صفحة الثالث من شهر ربيع الثاني توفي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحيداً، فريداً، دافعاً ثمن جهاده في سبيل الله وإحقاق الحق بلسانه ضد الباطل ذلك اللسان الذي قال عنه الرسول (صلى الله عليه وآله): "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر".(1) وفي صفحة الرابع عشر من شهر ربيع الثاني كان الخروج المبارك للمختار الذي أخذ على عاتقه الثار من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) وتكحيل عيون الهاشميين برؤية رؤوس قاتلي أهل البيت (عليهم السلام)وهي مقطوعة. ونحن ننتظر طلعتك البهية يا مدرك الثأر؛ لنرى بأعيننا اليوم الذي تنتقم فيه من الظالمين وتبسط العدل وتملأ الأرض عدلاً وقسطا بعدما مُلئت ظلماً وجوراً. ................................ (1) دلائل الإمامة: ج1، ص24.