رياض الزهراء العدد 77 كيف تكونين مثلها؟
مَوضِعُ سِرِّ السيدةِ الزَّهراء (عليها السلام)
هي من المسلمات الأوائل، ومن المؤمنات المواليات لأمير المؤمنين (عليه السلام) منذ البداية، فكان لها دور بارز وكبير في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله), وحياة الأمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فهي راوية للحديث الشريف, تزوجت أسماء بنت عميس الخثعمية بجعفر بن أبي طالب (عليه السلام) وولدت له عون وعبد الله ومحمدا وأستشهد جعفر (عليه السلام) في معركة مؤتة، وبعد ذلك تزوجت بأبي بكر وولدت له محمداً، وتوفي أبو بكر وعمرُ محمد ثلاث سنوات، فتربى في حجر الإمام علي (عليه السلام) ليتغذّى من علمه ومعرفته وخلقه حين زواجها به، وأنجبت منه يحيي، وقد رُوي أنها حضرت وفاة السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام) وقد وعدتها أسماء أن تتولى تجهيز السيدة فاطمة (عليها السلام) بنفسها؛ لأنها كانت تبكي وهي تتنفس أنفاسها الأخيرة، ولن تكون على قيد الحياة في ذلك الوقت، وحضرت زواج السيدة فاطمة وأمير المؤمنين الإمام علي (عليها السلام) وقد أوفت بوعدها للسيدة خديجة (عليها السلام) بأن تقوم مقامها، وكانت أسماء موضع سرّ السيدة الزهراء (عليها السلام) فحين مرضها أرسلت بطلبها وقالت لها: “إنني استقبحت ما يصنع بالنساء إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمَن رأى”(1)، فحينها ذكرت لها أسماء أن في أرض الحبشة يصنعون نعشاً مغطى، فصنعت لها واحداً، فطلبت الصديقة الطاهرة (عليها السلام) منها أن تصنع لها واحداً، وحضرت وفاة الزهراء (عليها السلام) وقامت بمساندة الإمام علي (عليه السلام) في تغسيلها، وقد رُوي أن السيدة فاطمة (عليها السلام) أوصت بذلك، ولمكانتها الرفيعة والجليلة عند أهل البيت (عليهم السلام) قد روي عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: “رحم الله الأخوات من أهل الجنة، فسماهُنَّ: أسماء بنت عميس الخثعمية وكانت تحت جعفر بن أبي طالب،... إلخ”.(2) ........................ 1. أعلام النساء المؤمنات، ص144. 2. المصدر نفسه، ص146.