رياض الزهراء العدد 77 لحياة أفضل
البُيُوتُ أَسرَار_الوسواس
كثير من الأزواج لا سيّما الزوجات يعانون من حالات الوسواس، وخاصة إن كان وسواساً قهرياً – أي يسيطر على الإنسان بصورة كبيرة ومؤثرة – والذي يؤثر في الحياة الزوجية بصورة سلبية وفي حياة الأبناء كذلك وإن لم نهتم بهذه الحالة منذ البداية ستزداد سوءاً وهذا ما نجده في حالة الزوج الذي يعاني من وساوس زوجته في مسألة النظيف والوسخ والنجس والطاهر، فتحدّث عن زوجته قائلاً: أنا أعاني من وسواس زوجتي، فمنذ ثلاث سنوات بدأت تظنّ أنّ أيّ شي في هذا البيت هو نجس، فحينما أعود من العمل لا أجلس ولا أرتاح قبل أن أذهب إلى الحمام وأبدل ملابسي وأعقم نفسي، وحينما أجلب أيّ غرض إلى البيت تقوم بغسله وتعقيمه، فعندها القدرة على غسل وتعقيم الأشياء أكثر من مرة في اليوم، حتى أولادي حينما يرجعون من المدرسة تقوم بتعقيمهم وغسل أغراضهم حتى وصلت بها الحالة إلى تعقيم الكتب والدفاتر إلى أن تتلف، فعندها كلّ شيء نجس، التراب والباب والحديقة وكلّ شيء من حولنا وأيّ زائر أو ضيف يقوم بزيارتنا فحين خروجه تقوم بتعقيم المكان والأثاث، وبدأت حياتنا تزداد سوءاً، فأنا حينما أعود من العمل إلى البيت أريد أن أجد الراحة في بيتي، ولكني لم أجدها حتى حاولت الانفصال عنها لأتزوج امرأة أخرى، لكنني وضعت عشرتنا الطويلة نصب عيني وخاصة أنّ لدينا أولاداً يكبرون، لكن هذه ليست معاناتي وحدي فأولادي أيضاً قد تعبوا من تصرفات والدتهم. الزوجة: أنا متعبة جداً من هذه القضية وأشعر باستياء كبير منها فأنا أعلم أنني أؤثر في بيتي وعائلتي بتصرفاتي هذه وأعرف أنهم قد تعبوا وبدأوا ينفرون مني، لكنهم لا يعلمون أنّ هذا الشيء ليس بيدي وأنهم لا يفهمون أنني متألمة، ولكني أشعر بأنّ الأشياء غير نظيفة، ويوجد شعور بداخلي بغسلها وأنا أعلم أنها ليست كذلك ولا أحد يفهمني، فهذا كلّه كان نتيجة وقت فراغي الكبير في البيت، فزوجي يعمل طوال النهار وأولادي يقضون وقتهم ما بين ذهابهم إلى المدرسة والدراسة، وبدأت هذه التصرفات تزيد لديّ، في البداية كنت كلّما أجد شيئاً نجساً اغسله فأشكّ في نظافته، وبعد ذلك اغسله مرة ثانية إلى أن بدأت أشك بجميع الأشياء من حولي، إنني لا ألومهم لشكواهم منّي لكن زوجي أيضاً كان له دور كبير في تأزم الحالة، فلم يلتفت لها ولم يُعرْ لها أهمية منذ البداية، فأنا لا أشعر بذلك، فهناك صوت خفي وملح في عقلي يقول لي ويردّد: إنّ كلّ شيء من حولي هو نجس ووسخ. إنّ حالات كهذه تستوجب تدّخل المعنيين والمختصين فيجب تلافيها ومنذ البداية، فكلّما مرّ الوقت تأزمت الحالة بصورة أكبر معه، فيجب أن نُعالج حالة كهذه بصورة مبكرة من دون أن نخجل أو نخاف، فالآن الزوجة قد عُرضت على الاختصاصيين النفسيين وهي تحت العلاج ويكون شفاؤها بطيئاً نوعاً ما فلو عُولجت منذ البداية لكانت النتيجة أسرع، لكن الزوجة في تحسّن وتقدّم ملحوظ في حالتها.