حُسْنُ الجِوَار

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 205

قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ..)/ (النساء:36). قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): فلانة تصوم النهار، وتقوم الليل، وتتصدّق، وتؤذي جارها بلسانها، قال: "لا خير فيها، هي من أهل النار".(1) انطلاقاً من قوله تعالى الوارد اعلاه، ومن هذا الحديث الشريف، وللاهميّة العظمى لمنزلة الجار، أكدت مرويّات أهل البيت (عليهم السلام) على تلك المنزلة، وقد وصل الحال برسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يأمر عليّاً وسلمان وأبا ذر أن ينادوا بأعلى أصواتهم أنه لا إيمان لمَن لم يأمن جاره بوائقه، حتى وصل الحال بجبرائيل (عليه السلام) أن ينزل من السماء بأمر الله تعالى على قلب الرسول (صلى الله عليه وآله) يوصيه بالجار حتى ظن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه سيورّثه. والأعجب من ذلك التأمّل في حديث يجعل المؤمن بالرسول (صلى الله عليه وآله) خارجاً تخصّصاً عن الإيمان بعقوقه لجاره حيث قال (صلى الله عليه وآله): "ما آمن بالله واليوم الآخر، مَن بات شبعاناً وجاره جائع.."(2). وكذا قوله (صلى الله عليه وآله): "مَن آذى جاره حرّم الله عليه ريح الجنة ومأواه جهنّم وبئس المصير، ومَن ضيّع حق جاره فليس منا..".(3) ثم إنّ لحسن الجوار آثاراً عظيمة وكثيرة يذكرها لنا أئمتنا (عليهم السلام) منها: عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "مَن مات وله جيران ثلاثة كلهم راضون عنه غُفر له".(4) عن أبي مسعود قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): "حسن الجوار زيادة في الأعمار وعمارة الديار".(5) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "حسن الجوار يزيد في الرزق".(6) وأختم بذكر مقطع لمولانا زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق يذكر فيه شيئاً من حقّ الجار، حيث يقول: "وأمّا حق الجار، فحفظه غائباً، وكرامته شاهداً، ونصرته ومعونته في الحالين جميعاً، لا تتبع له عورة، ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها، فإن عرفتها منه من غير إرادة منك ولا تكلف، كنتَ لما علمت حصناً حصيناً وستراً ستيراً، ..لا تسلمه عند شديدة، ولا تحسده عند نعمة، تقيل عثرته، وتغفر زلته، ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك، ولا تخرج أن تكون سلماً له، ترد عنه لسان الشتيمة..".(7) ............................. (1) مستدرك الوسائل: ج8، ص423. (2) مستدرك سفينة البحار: ج5، ص339. (3) مستدرك سفينة البحار: ج1، ص105. (4) مستدرك الوسائل: ج8، ص422. (5) الكافي: ج2، ص667. (6) الكافي: ج2، ص666. (7) مستدرك الوسائل: ج11، ص164.