عَبَقٌ مِن بَرنَامَجِ المُنتَدَى_ الأَنَاقَةُ
من عالم الجمال والأناقة.. اخترنا لكم محورنا الأسبوعي: فالزوجة تحبّ أن ترى زوجها أنيقاً، وتسخر الطالبة من زميلتها بأنها غير أنيقة أو أنّ أناقتها غير منسجمة مع (الموضة)، فهل الأناقة في جمال المظهر وحسنه من الملبس، ونمط تسريحة الشعر، وما ترتديه من إكسسوارات وعطور؟ أو الأناقة هي تناسق في المظهر حتى ولو لم يكن متماشياً مع الموضة؟ أو أنّ الأناقة هي مفهوم يختزل معنى “الحُسن والجمال” في كلّ شكليات الفرد: كلامه، وملابسه، وتفكيره، وأسلوب حديثه، وتسريحة شعره، وديكور المنزل، والغرف، والمكتب..؟ هذا ما طرحه المشرف وكاتب المحور (خادم أبي الفضل) بموضوعه الذي حمل عنوان (أناقتي)، وبدأنا مع الأخت (أم تبارك) التي قالت: إنّ الأناقة لا تتحقق إلّا بالتوازن بين المظهر الخارجي والداخلي، فلا نكتفي بحسن الأخلاق وطيبة اللسان وطهارة القلب فقط؛ لأنّ إسلامنا يحثنا على النظافة والاهتمام الخارجي الذي يعتمد على البساطة من دون غيرها، وحسن التنسيق، ولا تكون الأناقة بحسن المظهر من دون اهتمام بالجوهر، فذلك ينكشف بالعشرة، وتظهر قباحة ذلك الإنسان في يوم ما. وشاركنا الأخ (العميد) برأيه قائلاً: أكون جميلاً عندما أفهم بصورة صحيحة أنّ الجمال لا يتوقف على المظاهر المعروفة بين الناس، إنما الجمال الحقيقي خلف الصور والأشكال، فعندما نعود من سفر طويل ونجد في البيت الأم مباشرة من دون إرادة نركض في لهف شديد إلى تقبيل يدها ورأسها، ونشعر بحلاوة لقائها وجمال قلبها تجاهنا. وأضافت الأخت (شجون فاطمة) بقولها: تجذبني أناقة العتاب من غير تجريح ولا تشويه، وأناقة المنطق بكلمات الشكر حتى إن كان الأمر لا يستحق المديح، وكم تبهرني النظرات الأنيقة التي ينظر بها الزوجان أحدهما للآخر، ويترجم دفء العاطفة أناقة اللمسة الحانية للوالدة لطفلها الباكي.. وبدأت الأخت (الكهف الحصين) رأيها بقول الشاعر: والذي نفسه بغير جمالٍ لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً إنّ الشرع العظيم قد أولى التربية الذوقيّة اهتماماً كبيراً، فدعا إلى التحلّي بالذوق في كلّ نواحي الحياة، وكان رسولنا الحبيب (صلى الله عليه وآله) قدوة لأصحابه في الخُلُق وجميل السلوك. وحسبنا أن نقرأ قول الله تعالى في وصف لوحة كونيّة بديعة الخلق: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ)/ (ق:6). وتمّمت الأخت (زهراء ثامر) بتعدادها لطرق الارتقاء بالذوق عندنا، ومنها: غرس الإيمان ورفعه وتعهده بالرعاية. الاهتمام بالتربية الأخلاقيّة. إبراز أثر الذوق في الصحة النفسيّة والجسميّة فهناك أشخاص بلغ بهم العمر عتيّاً، وتنظر في وجهه فتراه مشرقاً منيراً، وينطق بالنضارة والحيويّة، وما ذلك إلا لأنه يتذوّق الجمال والخير. وختمت الأخت (أم محمد جاسم) محورنا بقوله تعالى: (..خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ..)/ (الأعراف:31). إذن فالزينة والأناقة مطلوبة حتى في العبادات، فأنت عندما تقف بين يدي الله فعليك أن تكون بأبهى صورة وأجمل شكل وأعبق عطر وأأنق شكل ومظهر ورائحة، فإنّ الله (عزّ وجل) جميل ويحبّ الجمال.