رياض الزهراء العدد 94 لحياة أفضل
عَقَبَاتُ زَوَاجِ الشَّبَابِ
تأخذنا الأحلام بعيداً بين الغيوم، فنصنع لنا مملكة من شموع ذهبيّة تذوب ما إن تطلع عليها شمس الواقع المرير؛ لتصطدم أرواحنا بتلك العقبات والمصاعب، فتنتابنا حالة من اليأس والإحباط؛ لأننا لم نقدر على تحقيق ما نريد ونطمح. أجل نحن مجتمع إسلاميّ له آدابه ومبادئه التي ترسم لنا طريقاً واضحاً سالكاً سهلاً، ولكن هناك عوائق تضعها التقاليد والأعراف من مهور مرتفعة وشروط تعجيزيّة. إنّ الزواج وتكوين أسرة صالحة وفق نهج إسلامي يعدّ نواة الأمة الرئيسيّة واللبنة الأساسيّة في بناء المجتمع الذي أراده الله تعالى أن يكون مجتمع الأخلاق الفاضلة والحياة الكريمة. وهذا يتطلب وعياً وثقافة؛ لتسهيل أمر الزواج للشباب وتقليل نسبة النسل، وكذلك معرفة ما هو ضروري لتكوين أسرة ناجحة وسعيدة على وفق تعاليم القرآن الكريم والسُنة النبويّة المشرفة. وعلى الأهل أن لا يغضّوا الطرف عند ملاحظة رغبة أبنائهم في الزواج؛ لأنها حاجة طبيعيّة وضعها الخالق سبحانه لحفظ الخلافة الإنسانيّة على الأرض، وأن يحاولوا إرشاد الشاب للتزويج وأن تأخيره سيؤدي إلى نشوء اضطرابات نفسيّة وجسديّة لا يمكن السيطرة عليها إلّا بعد التزويج، وأنّ تأخير الزواج له مضارّ وسلبيّات كثيرة، ولا ننسى أنّ الزواج نصف الدين، وهو الحصن للمرأة والرجل، وعلينا العمل على تأسيس هذا البناء عن طريق الاستفادة من سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، وتطبيق إرشاداتهم وتعاليمهم؛ لأنهم أبواب الله تعالى وخير المرشدين لهذه البشريّة وفي كلّ مجالات الحياة.