مِن الكَنَّةِ إلى العَمَّة

عفاف محمد محسن الجبوري/ بكالوريوس اللغة العربية
عدد المشاهدات : 204

من السائد في عُرفنا أنّ أم الزوج تُسمى غالباً بـ (العمة), وزوجة الابن تُسمى بـ (الكنة). تردّد مفهوم خاطئ عن علاقة أمّ الزوج مع زوجة ابنها وهذا ممّا يُؤسف له، ولكني هنا أريد أن أنقل شعور الكنة وأمنيتها عند انتقالها إلى بيت الزوج فهي تقول: عمّتي العزيزة إن في قلبي كلمات أريد أن تسمعيها وهي أنّ شعوري عند الانتقال إلى بيتك بعد زواجي من ابنك شعور البنت التي تغمرها الفرحة؛ لأنها أصبحت زوجة و(عروس) ستزف إلى بيت الزوجية. فأنا يا عمتي المحترمة في وقت واحد (فَرِحَة، حَذرة، خَجلة، وَجِلة، وطموحة), ستقولينظ, كيف؟ أنا أخبرك: أنا فَرِحة, لأني أصبحت زوجة وصارت صلاتي مُضاعفة الأجر (70) ضعفاً كما هو مضمون حديث النبي (صلى الله عليه وآله) فصلاة ركعتين للمتزوّج أفضل من (70) رَكعة يصليها عازب، وفَرِحة؛ لأني أكملت نصف الدين بزواجي. وحَذِرة في تصرفاتي معكم, فأنا لا أعرفكم وانتقلت إليكم توّاً جديدة العهد في بيتكم العامر, وأحذر لئلّا أقع في إحراج أو مشكلة، وخَجِلة منكم فلا أتكلّم كما كنتُ في بيت الأهل، ولا أتحدّث كلّ ما أريد وكيفما أريد, ولا أتناول طعامي كما أرغب, ولا أستيقظ من النوم كما في السابق، ووَجِلة من الوقوع في الخطأ أو خسارة علاقتي بكم لسوء فهم أو لسوء تصرّف أو تسرّع أو هفوة تصدر عني وطموحة بأن أغيّر النظرة السيئة التي تحيط بزوجة الابن, فالمجتمع يتهمها بتهم كثيرة مثل (قاطعة الرحم، تدفع الزوج نحو عقوق الوالدين). عمتي المحترمة: أنا أطمح أن أريك أخلاق المؤمنات مقتديةً بمولاتي الزهراء (عليها السلام)، فأنا سأتعامل معكِ كأمي وعائلتكِ كعائلتي، نعم سأحفظ أسرار البيت، وسأحمل اسم عائلتكم وأحرص على جلب السمعة الجيدة للعائلة، وسأصير متعلّمة عندكم وأطلب منكِ شيئاً وهو أن تعامليني كابنتك، وأن تعلّميني وترشديني إلى عادات عائلتي الجديدة وتقاليدها لكي لا أجهلها فأخطأ من دون عمد ويُساء فهمي, وإن قصّرت فأخبريني وأجعليه سرّاً من فضلكِ, فأنا أحبّ الكمال، ولا أحبّ أن أسمع هفواتي على ألسن الناس فأنا أحبّ الستر، عمتي العزيزة أتمنى أن أكون عند حسنِ ظنّك.