رياض الزهراء العدد 94 مناهل ثقافية
(إليكِ يا جَبَلَ الصَّبرِ)
سموتِ بدنيا الله يا بذرةَ الهُدى وأعطيتِ ما يرضيهِ يا جبلَ الصبرِ وعشتِ بأحضانِ الفضيلةِ والعُلا ومَن عاش في حجرِ الرسولِ فذا الفخر رضعتِ ثديَ الإيمانِ من درٍّ فاطمٍ وربّاكِ حجرُ المرتضى طابَ من حجرِ وأيّدكِ الرحمانُ بالسّترِ والرّضا فكنتِ بذي الأوصافِ في غايةِ الطّهرِ كريمةُ خيرِ الناسِ من آلِ هاشمٍ ويا بنتَ شافعِنا في ساحةِ الحشرِ وبنتُ مَن خصَّها الباري بنعمتِهِ وفرعُ خيرِ النِّسا والكوكبِ الدريّ وأختُ سبطِ النبيِّ والمُجتبى حسنٍ ولبوةُ ليثِ الوَغى والمُرتضى الأمر عضيدةُ مَن حامى رسالةَ جدِّهِ وراعيةُ الأيتامِ في رحلةِ الأسرِ وصرخةُ حقٍّ أطلقتْهَا بشامِهَا أقضَّتْ مضاجعَ مَن بَاتوا على غَدرِ وساعدُ حقٍّ في شموخٍ ورفعةٍ أماطَ لثامَ العارِ عن شاربِ الخمرِ وذا صرحُكِ العملاقُ يحكي بطولةً ووقفةَ فخرٍ شرَّفتْ صفحةَ الدّهرِ لكِ في ذراعِها يا ابنةَ الصّيدِ منزلٌ ومقعدُ صدقٍ والجليل من القدرِ وعاقبةُ الحسنى لكم آلَ أحمدَ تنالونَ في جنّاتِها باهضَ الأجرِ عقيلةُ وحيِ اللهِ عُذري ولهفتِي إليكِ فسُرّي خاطري يسّري أمري بحقّكِ عِندَ اللهِ يا كعبةَ الهُدى تُزيحِينَ أوزارِي فقد أثقلتْ ظهرِي ويا ابنةَ حيدرٍ أرتجيكِ شفيعَتِي بيومِ حسابِ النّفسِ في ساعةِ العُسرِ وكونِي لكلِّ المؤمنينَ شفيعةً بفكِّ رقابِ المذنبينَ مِن الأسرِ