نَسَمَاتٌ وَضَّاءَة

شيماء شمس الله
عدد المشاهدات : 182

أشار أئمّتنا العظام (عليهم السلام) إلى ضرورة العمل بالعقل، والتحكم به بوعي وإدراك وحكمة، فقد أكّد الإمامان (موسى بن جعفر، والإمام محمّد الجواد عليهما السلام) على أهميّة العقل والحكمة والتأدّب بهما، كما أوصيا بالتحلّي بكلّ المقوّمات الإيمانيّة والصفات الطيّبة التي تجعل الإنسان المؤمن يبلغ الكمال الإنساني الذي أراده الله تعالى ورسوله والأئمة المعصومون (عليهم السلام) لنا، والقناعة بما أنعم (سبحانه وتعالى) علينا؛ لأن الله جلّ وعلا شأنه فضّل الإنسان على باقي مخلوقاته بزينة العقل. أحباءنا: لقد ذكر الإمام الكاظم (عليه السلام) في وصيته لهشام بن الحكم، حيث قال: “يا هشام: إنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: (..فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)(1).. وقال (عليه السلام): “يا هشام: لكلّ شيء دليل، ودليل العاقل التفكّر، ودليل التفكّر الصمت..”.. وقال (عليه السلام): “يا هشام: إنّ لله على الناس حُجّتَين: حجّة ظاهرة، وحجّة باطنة، فأمّا الظاهرة فالرسول والأنبياء والأئمّة، وأمّا الباطنة فالعقول”..(2) “يا هشام: إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدنيا يغنيك”..(3) “يا هشام: لا تمنحوا الجهّالَ الحكمةَ فتظلموها، ولا تمنعوها أهلَها فتظلموهم”.(4) “يا هشام: رحم الله مَن استحيى من الله حقّ الحياء، فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر الموت والبلى، وعلم أن الجنة محفوفة بالمكاره، والنار محفوفة بالشهوات”.(5) وعن ميسر، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)أنه قال: “رحم الله عبداً أحيا ذكرنا، قلت: ما إحياء ذكركم؟ قال: التلاقي والتذاكر عند أهل الثبات”. أنّ لهذه الوصايا الحكيمة عبرة وموعظة لأولي الألباب، وعلى المؤمنين والمؤمنات أن يعتبروا من مناهل علم الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، لينالوا رضا الله تعالى ورضوانه ويسعدوا في الدارين. ............................. (1) (الزمر:17، 18). (2) الكافي: ج1، ص6،8،9. (3) تحف العقول: ج387. (4) مستدرك سفينة البحار: ج2، ص354. (5) مستدرك الوسائل: ج8، ص465. (6) موسوعة الإمام الجواد: ج4، ص90.