أرى

منال السيد/ لبنان
عدد المشاهدات : 268

في التحامنا الاجتماعي وانسجامنا الروحي وتوافقنا الفكري، أرى أننا نستطيع أن نُكوّن مجتمعاً متماسكاً، نجمع فيه طيفاً متنوعاً يثمر عنه إنسان واعٍ، هو محور الحياة. هَمسَةٌ نَاعمَةٌ تجاعيد القلب في الحياة أولاً! للجمال الحقيقي الداخلي مقياس يختلف عن باقي المقاييس؛ ﻷن هناك مقياساً أعمق وأصدق يكشفه لنا الواقع فقد نلتقي بصغيرات في العمر، ولكنهنّ بائسات ويائسات، يقطر لسانهنّ مرارةً حينما لا تتفق الظروف مع مزاجهنّ، لتلسع آذاننا فحيح أنفاس تلوثت بإحباط ويأس يسلبان الابتسامة من محيّاها. وقد نلتمس في بعضهنّ الروح الشابّة والقلب اﻷخضر الذي يشعّ بالحياة، على الرغم من أنهنّ قد بلغنَ من العمر عتياً؛ لأنهنّ يمتلكنَ جمالاً باطنيّاً يتضوّع رقّة وطيّبة، مستعيضات بآيات قرآنيّة تضفي عليهنّ رونقاً ذا صفة خاصّة؛ وﻷن التجاعيد تظهر في القلب قبل الوجه، فالقلب الذي يكون مشحوناً بالقلق، والذي لا يرضى ولا يهجع بسلام فهو شيخ كبير، مسجون بين قضبان العتمة، وفي فضاء الغمّ والحزن، وهذه الأجواء تكون كافية لإرسال إيعازات كيميائيّة سلبيّة إلى المخ متمثّلة بالغضب، فنرى الحياة بعين القبح، وصوراً مشوّهة، وتتقلّص الخلايا في مراحل القلق والتوتر، وتُعلن عنادها أما الدم المتدفّق الذي يحمل اﻷمل، والذي يريد الجريان في المسامات ليزداد الوجه نضارةً وجمالاً وسعادةً تسرّ الناظرين، مستقبلةً يومها بقلب شاكر ولسان ذاكر يلهج لسانها بـ (..وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)/ (غافر:44). ************************* هِباتٌ نَفسِيّةٌ القبعة الخضراء وتعني التغيير والخروج من روتين اﻷفكار القديمة والمألوفة، وأُعطي اللون اﻷخضر تشبيهاً للون النبتة التي تبدأ صغيرة ثم تنمو، وله أهميّة كبرى عن باقي أنواع التفكير، وقد تتميز مَن ترتدي هذه القبّعة: 1. الحرص على الجديد من الأفكار. 2. البحث الدائم عن البدائل لكلّ أمر والاستعداد لممارسة الجديد. 3. استعمال طرائق الإبداع ووسائله (ماذا لو..؟!) أو التفكير الجانبي. 4. محاولة تطوير اﻷفكار الجديدة أو الغريبة. 5. الاستعداد لاكتشاف الجديد. *********************** هُمومٌ تربويّةٌ الحجاب اﻷعرج فجأة! في ليلة ظلماء، وجد البدر آيات من نور أنزلت في القرآن الكريم: (..وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ..)/ (النور:31)، فبعد استياء من الحال انقلب رجال مجتمعهن يتلون عليهن ضرر ما أنزل (فرعون وقومه)، وعاد الحجاب واصبح ظاهرة عالميّة لا يمكن الاغفال عنها فغزى البلدان بقوّة لا نظير لها، وسيصبح ظاهرة عالميّة لا يمكن الإغفال عنها. فبين كرّ وفرّ بدأ المد التصاعدي للحجاب يغزو بلدان كثيرة ذات مساحات واسعة وكبيرة، ليلتزمه كلّ مجتمع محبّ للشرع ومتشوق إلى الامتثال لأوامر الله (عزّ وجل)، فيكون هويّة وعزاً، لتتناوله المحاضرات في مجمل مطالبها، والصحف في طيات صفحاتها، ويصبح الحجاب قضية ورمزاً للإسلام. خلاصة الخبر.. إنّ الحجاب عاد، لكنه كيف عاد؟ عاد الحجاب هجيناً طارئاً، يشبه الحجاب بنسب متفاوتة بحسب درجة اﻹيمان والالتزام، ليكون (حجاباً أعرج) والذي لابدّ من أن يُترك من أساسه حتى لا تكون عواقبنا مع من قال الله (عزّ وجل) فيهم: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)/ (العنكبوت:65).