رياض الزهراء العدد 94 منكم وإليكم
الحَنِينُ إِلى لَيلَةِ الجُمعَةِ
إنها ليلة الجمعة، بدأت تقترب من القلوب بساعاتها ودقائقها، وكلّ ما قصرت الطرق أمامها ركعت الأيام أجلالاً لها؛ لما تحمل معها من شأن عظيم عند الله (عزّ وجل)، زادت وتسارعت دقات القلوب، فها قد انتهى السبت ليوصي الأحد بحسن انتظار مجيئها، وانطوى الأحد ليخبر الاثنين بضرورة شدّ رحاله ليسمح للأيام أن تدنو اقتراباً نحو ليلة الجمعة، وطار وتعالى الاثنين فرحاً ليهمس للثلاثاء بالإسراع بعد عدّته، فها قد بقى يومان بعده، قد آن الأوان، فلتحتضن القلوب المشتاقة ليلة الجمعة، ولتنثر الورود تحت قدميها فرحاً لوصولها، ها هي ليلة الجمعة تلفّ تلك القلوب المحبّة العاشقة في أحضانها؛ لتطير بها فتدخلها إلى روضة العشق، تلتف تلك القلوب العاشقة حول الشبّاك وتصرخ باشتياق (لبيك يا حسين)..