الاحتِبَاسُ الحَرَارِيّ وأَثَرُهُ السَّلبِيُّ عَلَى الحَيَاةِ البَشَرِيَّة

د. حسن علي نصر الله/ اختصاص أمراض الباطنية والقلبية أستاذ مساعد/ كلية الطب/ جامعة كربلاء
عدد المشاهدات : 241

الاحتباس الحراري: هو ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في انتقال الطاقة الحراريّة من البيئة وإليها، وعادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي، وقد ازداد المعدل العالمي لدرجة حرارة الهواء عند سطح الأرض بـ (0,74 ± 0,18 س°) خلال المائة عام المنتهية، وبحسب اللجنة الدوليّة للتغيّرات المناخيّة فإنّ أغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالميّة منذ منتصف القرن العشرين تبدو بشكل كبير؛ نتيجة لزيادة غازات الاحتباس الحراري (غازات البيت الزجاجي) التي تبعثها النشاطات التي يقوم بها البشر. يعدّ الإشعاع الشمسي المصدر الرئيس للطاقة على سطح الأرض، إذ ينطلق من الشمس باتجاه الأرض، فينفذ من خلال غازات الغلاف الجوي على شكل أشعة مرئية قصيرة الموجات، وأشعة حراريّة طويلة الموجات (تحت الحمراء)، وبعض الأشعة فوق البنفسجية التي لا يمكن امتصاصها بواسطة الأوزون، فيمتص سطح الأرض الأشعّة الواصلة إليه، فيسخن عندها ويبثّ حرارته نحو الغلاف الجوي على شكل أشعة حراريّة طويلة الموجات (تحت الحمراء)، فيمتصها هواء الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض فيحتبس الحرارة، ولا يسمح لها بالنفاذ أو الإفلات إلى أعلى، ويعيد بثّها نحو الأرض مما يؤدي إلى زيادة درجة حرارة سطح الأرض. إنّ غازات الاحتباس الحراري هي السبب وراء ظاهرة الاحتباس الحراري، وأنّ ما يكمن وراء زيادة نسب الغازات الدفيئة - والتي تتضمن بخار الماء، وغاز ثنائي أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وأكسيد الآزوت، والأوزون، وتُساعد هذه الغازات على تنظيم درجة حرارة الأرض - هو الزيادة في نسب التلوث الجوّي الناشئة عن ملوثات طبيعية كالبراكين، وحرائق الغابات، والملوثات العضويّة، وعن ملوثات صناعيّة ناتجة عن نشاطات الإنسان من استخدام للطاقة (بترول، وفحم، وغاز طبيعي)، وعن الغازات السامّة المنبعثة من المصانع، وقطع الأخشاب، وإزالة الغابات، وهذا يؤدي إلى زيادة انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وبما أننا غير قادرين على التدخّل في الملوثات الطبيعية، فعلينا أن نحد من الملوثات التي تتسبب فيها. الظواهر المتوقّعة نتيجة الاحتباس الحراري: 1. ذوبان الجليد سيؤدّي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر. 2. غرق الجزر المنخفضة والمدن الساحليّة. 3. ازدياد الفيضانات. 4. حدوث موجات جفاف وتصحّر مساحات كبيرة من الأرض. 5. زيادة عدد العواصف والأعاصير وشدتها. 6. انتشار الأمراض المعديّة في العالم. 7. انقراض العديد من الكائنات الحيّة. 8. حدوث كوارث زراعيّة وفقدان بعض المحاصيل. 9. احتمالات متزايدة بوقوع أحداث متطرّفة في الطقس. 10. زيادة الحرائق. 11. تسبب الاحتباس الحراري بوفاة 123000 إنسان سنويّاً منذ عام 1972م ولغاية 1996م.