تَنَاوُلُ الأَشيَاءِ غَيرِ الصَّالِحَةِ للأَكلِ لَدَى الأَطفَال

إسراء مصطفى الموسوي/مركز فقر الدم الوراثي اختصاص طبّ الأطفال/ مستشفى كربلاء التعليمي للأطفال
عدد المشاهدات : 172

هناك الكثير من التصرفات والسلوكيّات غير الطبيعيّة التي قد تظهر لدى الأطفال في المراحل الأولى من العمر، ومن أهم هذه التصرفات وأكثرها شيوعاً وانتشاراً تناول أشياء غير متعارف عليها وغير صالحة للأكل، كأن يعتاد الطفل على تناول الطين أو الرمل أو الصابون أو القماش (الصوف أو القطن) أو الشعر أو المواد البلاستيكية بعد تقطيعها إلى قطع صغيرة، وغالباً ما يتناول الطفل في مجتمعنا التربة الحسينية بصورة متكررة ولمدة طويلة، وعادة ما يبدأ هذا التصرف غير الطبيعي للطفل في نهاية السنة الأولى من العمر حينما يصبح قادراً على تناول الطعام بنفسه مع قدرته على الانتقال من مكان إلى آخر بدون مساعدة الكبار، وقد تستمر هذه الحالة إلى مرحلة المراهقة، وأحياناً إلى مرحلة البلوغ. أسباب المرض: هناك الكثير من العوامل النفسيّة والفسلجيّة التي قد تكون سبباً وراء وصول الطفل إلى هذه الحالة، ولكنها ليست مثبتة بصورة علميّة، وتشمل: • تكثر هذه الحالة لدى الأطفال المصابين بالتخلّف العقلي أو الأمراض النفسيّة والعصبيّة المختلفة. • نقص التغذية مما يؤدي إلى نقص بعض العناصر الغذائيّة المهمة في الجسم مثل: (الحديد، الزنك، الكالسيوم). • انخفاض المستوى المعاشي للعائلة. • مخلفات مصانع الرصاص التي تكون قريبة من المنازل. • إهمال الطفل النفسي أو الجسدي واضطهاده. • عدم متابعة العائلة للطفل في السنين الأولى من عمره. • إصابة الطفل بمشكلة نفسيّة كإصابته بالكآبة أو مشكلة في التعلّم. مضاعفات المرض: في بعض المجتمعات وبخاصة المجتمعات الفقيرة كـ (المجتمعات الهنديّة والأفريقيّة) لا يعطون أهميّة كبيرة لهذه الحالة، وقد يعدّونها على العكس من ذلك، وهذا هو خطأ كبير؛ لأن لهذه الحالة مضاعفات كثيرة تحدث في جسم الطفل، وهي: • زيادة خطورة تعرّض الطفل للتسمم بمادة الرصاص. • إصابته بمرض فقر الدم الناتج عن نقص الحديد. • انسداد الأمعاء. • إصابة الجهاز الهضمي بالديدان المعويّة المختلفة. • إصابة الفم واللثة بالجروح. العلاج: للحصول على نتائج طيبة، وجعل الطفل يترك هذا الفعل يجب أن نستخدم العلاج الكيميائي فضلاً عن العلاج النفسي: العلاج الكيميائي: يُستخدم في حالة حدوث أعراض جسديّة على الطفل حين تناوله للمواد الضارّة، فيجب معالجته حينما يتسمّم جسمه بالرصاص على أثر تناوله المواد المحتوية عليه، أو في حالة إصابته بفقر دم الحديد أو الإصابة بالديدان المعويّة، وقد تستوجب في بعض الحالات التدخل الجراحي وذلك حين حدوث انسداد في الجهاز الهضمي أو في المعدة. يجب تثقيف المجتمع والعائلة عن طريق الاهتمام والمراقبة الشديدة للطفل، فهذا له دور كبير في تخلّصه من هذه العادة.