أَمِيرُ العَجَائِب

ميعاد كاظم اللّاوندي
عدد المشاهدات : 133

عاينتْ عن كَثبٍ نحوَ الطُّرقاتِ الخَاوِيةِ.. كالهَائمةِ بدتْ مثقلةَ الخُطواتِ.. التحفتْ بجُلبابِ الألمِ ثم ولّتْ وجهَهَا تقصدُ البيتَ العتيقَ.. لتُنشدَ على أعتابِهِ السكينةَ والخلاصَ.. بلغتْ نفسُها التَّراقِي.. خُيّل لها أنّ الذي في أحشائِها ليسَ جنيناً بشريّاً.. بل ليثاً مكيّاً، وسيّداً قريشيّاً.. تكسّرَ صوتُها من وقعِ المخاضِ.. فصارَ فؤادُها من وجدِه (بعليٍّ) يستغيثُ.. فأوحَى إليها من تحتِها يا كهفَ العرينِ.. أنْ هزّي إليكِ بأستارِ الكعبةِ تُساقط عليكِ رحماتٍ عُليا.. زَلزلَ ثقلُ الإمامةِ جدرانَ القَداسَةِ.. فلبّتْ نداءَهُ فانفلقتْ مأمورةً.. فغابَ أميرُ العجائبِ بينَ أسوارِ الجلالةِ متوارِياً بأسرارِهِ عَنِ الأنظارِ.. وأمستْ الأركانُ حُرّاساً غِلاظاً.. فتداعتْ من بهاءِ وجهِهِ أصنامُ الضَّلالَةِ.. وصدَحَ الشيطانُ بالعويلِ يا لَلدّاهيةِ.. وأسفرتْ مع ضياءِ الوصايةِ شَمسُ الرّسالةِ.. واشتدَّ بالنّاصرِ القادمِ عودُ نَبيِّ السَّلامِ.. مُذ كبّرَ الكّرارُ فلامسَ أحضانَ الأمينِ.. فتباشرتْ من صدَاهُ شِعابُ سيّدةِ القُرى.. فتغذّى مِن دفءِ عروقِ الرَّسولِ حتّى غَديا نفساً واحدةً.. فكانَ أولَ مَن بالمختارِ صدّقَ.. وصلّى للهِ وصامَ وتصدَّقَ.. يا آيةَ الرّحمانِ والنّهجِ القَويمِ.. يا قسيمَ جَهنّمَ وجنّاتَ النّعيمِ.. جفَّ مِدادُ اليَراعِ فيكَ يا سرَّ الوَرَى.. ولم تجفَّ ينابيعُ مناقبِكَ السَّخيّةِ.. يا مَن تذوقَ طعمَ ولايتِكَ الحائرونَ.. فكانَ كالشهدِ فيهِ شفاءٌ لَما في الصُّدورِ.. فحبُّك يا عليُّ والإيمانُ واحدٌ.. وبغضُكَ كفرٌ بالإلهِ الأوحدِ.. فهنيئاً لكلِّ موالٍ بهذا المولدِ.. فبِهِ الأرواحُ والقلوبُ تسعدُ..