أُسلُوبُ التَّوَاصُلِ بِلُغَةِ الحِرفَةِ

لمياء هلول
عدد المشاهدات : 430

من بين جدران المنازل، أبدعت سيدات عراقيّات في الإنتاج اليدوي على اختلاف أشكاله وأنواعه، ليحصدن وبجدارة لقب (أسرة منتجة)، التقت مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) بواحدة من هذه السّيّدات المنتجات المبدعات السّيّدة (زينب هاشم ياسر) من البصرة، فبدأ الحوار معها: بما أنّ المهارات اليدويّة هي فن وإبداع تميل إليه الفتيات بشكل عام؛ لأنه يمثل لهنّ فرصة لإثبات الذات وشغل أوقات الفراغ، فمتى بدأ اهتمامكِ بهذا الفن الجميل؟ فعلاً أنّ طبيعة الفتيات تكون أكثر ميلاً إلى مزاولة الإعمال اليدويّة؛ لأنها تعبّر عن أحاسيسها بشكل عملي، وهي وسيلة للتنفيس عن مشاعرها، وإبراز طاقاتها عن طريق التعبير الفني الحرفي، لهذا بدأ اهتمامي بهذه الحرفة منذ سنتين تقريباً. يُقال إنّ الأعمال اليدوية تُساعد على إيجاد بدائل وأفكار جديدة ليُصنع من خلالها أشياء من أدوات كانت ستُرمى في القمامة، فما هي المواد المستخدمة في إعمالكِ؟ استخدم الكثير من الخامات منها الورق بأنواعه، والقماش بأنواعه، وعلب الماء (البلاستيك)، وعلب الكلورسيكس، والكثير من الأشياء القديمة المتواجدة في المنزل. إنّ الأنشطة اليدويّة تحتاج إلى طول البال والتركيز حتى يتمكن الإنسان من التفنن في عمله، فما هي المدة التي تستغرقينها في العمل؟ المدّة ليست محددة، فهي بحسب نوع الأعمال، منها ما تكون لمدة ساعة أو ساعتين، ومنها ما تأخذ أياماً، ومنها ما تأخذ شهراً. كلّ عمل إبداعي يرافقه معوّقات وصعوبات لكي يخرج بنماذج تشكيليّة مجسمة تتوفر فيها العناصر الجماليّة والتعبيريّة، فما هي الصعوبات التي واجهتكِ في انجاز هذه الإعمال؟ واجهت العديد من الصعوبات مثل عدم توفر المواد المستخدمة في أعمالي داخل العراق؛ لذا أقوم بشرائها من خارج العراق. ألا ترين أنّ هذا مكلف جداً؟ نعم مكلف، لكن شغلي ونفاد الكميّات التي يتم شراؤها من قِبل الزبائن قد توفر لي رأس المال، فبدأتُ شغلي باسم الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله). ما هي الأعمال المهمّة لديك والتي لها تأثير فيكِ؟ الأعمال المهمّة عندي هي السفرة الخاصّة بأمّ البنين (عليها السلام)، وعمل مجسمات لأضرحة الأئمة (عليهم السلام)، فأنا أبذل مجهودي في ذلك المجال. إنّ الأعمال اليدويّة تعطي فرصة لزيادة الدخل، وفرصة عمل لمَن يتّخذها حرفة له، كما أنها تشكل طابعاً مميّزاً لتراث الشعوب، فهل هناك طلبات على أعمالكِ المجسّمة؟ نعم تأتيني طلبات من داخل القطر وخارجه. نختم الكلام بالقول: إنّ الإشغال اليدويّة تعدّ وسيلة تربويّة عمليّة تعوّد المتعلّمين على الابتكار، وتتميّز بتعدد خاماتها وموضوعاتها واختلافها؛ فهي تُساعد على تكوين اتجاه عام نحو فهم قيم الأشياء من الناحية الوجدانيّة والعمليّة.