فَاطِمَةُ الزَّهَرَاءُ (عليها السلام) قُدوَةٌ وَمَنَارٌ لِلعِلمِ

خاصّ مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام)
عدد المشاهدات : 458

امتثالاً لقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله): "أما ترضين أن زوجتك أول المسلمين إسلاماً، وأعلمهم علماً، وإنّك سيّدة نساء أُمتي كما سادت مريم نساء قومها".(1) انطلاقاً من الدور الريادي للعتبة الكاظميّة المقدّسة بإنشاء قاعدة علميّة رصينة متسلّحة بسلاح العلم والمعرفة تشمل الشريحة النسويّة، لما لها من أثر بالغ وواضح في صناعة المجتمع المسلم، وإعداد الأجيال الصالحة وتنشئتها، أقامت الأمانة العامّة للعتبة الكاظميّة المقدّسة ندوة ثقافيّة حول مسيرة حياة السّيّدة الزهراء (عليها السلام)، وقد بدأت بتلاوة القرآن الكريم من قِبل القارئ السّيّد (عبد الكريم قاسم)، ثم قُدّم شعار العتبة وهو نشيد الفردوس الخاص بالعتبة الكاظميّة، ومن ثمّ تُليت أحاديث عن سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) مكتوبة على شاشات العرض وبصوت نسويّ من إذاعة الجوادين، وبعد ذلك قدّمت رئيسة الجلسة (هناء جواد الموسوي، مسؤولة شعبة الرقابة النسويّة) تعريف بالباحثة وشهاداتها والبحوث التي قدّمتها وبعض من مسيرة حياتها العلميّة والثقافيّة، تمهيداً لها لتقديم بحثها عن حياة السّيّدة الزهراء (عليها السلام) , وبيّنت السّيّدة ليلى عبد الرضا القصاب (مقررة الندوة) للحضور الحق بطرح الأسئلة بعد الانتهاء من البحث. التقت مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) بالسّيّدة (ليلى عبد الرضا عبد الباقي القصاب/ مسؤولة وحدة النشاط الثقافي النسوي التابعة للشؤون الثقافيّة النسويّة في شعبة الرقابة النسويّة، حيث قالت: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق أجمعين نبينا محمّد وآله الطاهرين أجمعين.. أمّا بعد: في ضمن مبدأ رفع المستوى الثقافي للمرأة المسلمة ارتأت الأمانة العامة للعتبة الكاظميّة المقدّسة أن تقيم عدّة نشاطات في عدة مناسبات خاصّة بأهل البيت (عليهم السلام)، ومنها هذه المناسبة حيث أقيمت هذه الندوة بمناسبة الأيام الفاطميّة وتحت شعار (لنتخذ من سيّدتنا ومولاتنا سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) أسوة وقدوة للمرأة المسلمة)، وذلك على قاعة (أسد الله الحمزة بن عبد المطلب (عليه السلام)) في الصحن الكاظمي الشريف، وحضرتها الدكتورة (عهود عبد الواحد العكيلي) لتلقي الضوء على مراحل حياة السّيّدة الزهراء (عليها السلام) عن طريق بحثها. وقد حضر الندوة ثلة من الشخصيّات النسويّة المثقّفة في المجتمع مثل: الطبيبات، وأساتذة الجامعات، ومنظمات المجتمع المدني يقدّر عددهنّ بـ (200) امرأة من بغداد والمحافظات؛ لغرض رفع المستوى الثقافي للمرأة المسلمة، وتقوية الأواصر بين الكوادر النسويّة في العتبات المقدّسة. أضافت السّيّدة مسؤولة وحدة النشاط النسوي: للوحدة نشاطات أخرى كثيرة، ففي كلّ عام تُقام احتفالية سنّ التكليف الثقافي على شرف ولادة السّيّدة زينب (عليها السلام)، كذلك تُقام مسابقة لحفظ خطبة الزهراء (عليها السلام) للفتيات من سنّ (15-30) عاماً بمناسبة مولد سيّدة نساء العالمين (عليها السلام). والتقينا بالباحثة (عهود عبد الرضا العكيلي)، حيث قالت: بسم الله الرحمن الرحيم نتقدّم بالشكر الجزيل للعتبة الكاظميّة المقدّسة على إتاحة الفرصة بإقامة هذه الندوة؛ لتسليط الضوء على معلومات وافية عن سيرة حياة سيّدة نساء العالمين (عليها السلام)؛ كي تتأسى بها النسوة العراقيّات والمسلمات، فهي أنموذج للمرأة التي تجاهد كما يجاهد الرجال، وتقول كلمتها في المحافل انطلاقاً من قول الرسول (صلى الله عليه وآله): "..إنّ أفضل الجهاد كلمة حقّ عند سلطان جائر"(2)، وبيان كيف كانت سيّدة النساء رمزاً للمرأة في حسن تبعّلها. وقد طُرحت بعد البحث أسئلة عديدة من الحضور تلخّصت بالحجاب، وموجبات الاختلاط في العمل، وكيفيّة تجنّب المرأة الوقوع في الحرام، والحفاظ على حجابها وعفتها، وقد أجابت الباحثة عن استفساراتهنّ بروايات عن السّيّدة الزهراء (عليها السلام). والتقت المجلّة بالدكتورة (إيمان الخفاجي/ مسؤولة العلاقات الجامعية في إعلام العتبة الكاظميّة)، حيث أفادت: إنّ الندوة التي أقامتها العتبة المقدّسة هي نزر من فيض قدّمته سيّدة النساء (عليها السلام) للمرأة في كلّ زمان ومكان، وقد تابعنا عن طريق الندوة كيف كانت السّيّدة الزهراء (عليها السلام) في كلّ مراحل حياتها ينبوعاً للعلم والمعرفة، ولا يمكن أن نوفي حقها مهما تكلّمنا عنها، وأقمنا المحافل إلّا أنه الواجب يدفعنا إلى تربية أبنائنا ونسائنا على نهجها (عليها السلام) علّه يكون هناك أثر في المجتمع، ويجب أن تتكرّر مثل هذه الندوات مراراً لتعمّ الفائدة أكثر فأكثر. ............................... (1) سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام): ص47. (2) ميزان الحكمة: ج2، ص314.