رياض الزهراء العدد 97 نور الأحكام
مِن آدَابِ الطَّرِيق
قال (صلى الله عليه وآله): “إياكم والجلوس على الطرقات”، قالوا: ما لنا بدّ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: “فإذا أبيتم إلا ذلك، فأعطوا الطريق حقّه”، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: “غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر”.(1) الطرق مما تشترك فيها الناس ومنافعها لهم جميعاً وليس لأحد الانفراد فيها أو التسلّط عليها، أو استغلال منافعها لمصلحته الشخصية، ولهذا رسم الإسلام أخلاقيات معينة، وجعل للطريق حقوقاً خاصة ودعا الناس إلى اتّباعها، وهنا نذكر بعضاً منها: 1. لا يجوز استغلال الطرق للمنافع الشخصية بجميع وسائل الاستغلال، وإن لم تضرّ المادة. 2. وجوب إزاحة الأذى عن طريق المسلمين، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “دخل عبد الجنة بغصن من شوك كان على طريق المسلمين، فأماطه عنه”.(2) 3. من الآداب الرائعة أنّ الماشي في الطريق ينبغي عليه أن يجتنب كلّ فعلٍ ينافي الحشمة والأدب؛ ولذا يُكره الأكل في الشوارع، بل العلك لما فيه من ميوعه واستخفاف، في الحديث عن أبي جعفر (عليه السلام): “الخذف بالحصى ومضغ الكندر في المجالس وعلى ظهر الطريق من عمل قوم لوط”.(3) 4. من آداب الطريق أن تجتنب المرأة ملاقاة الرجال ومدافعاتهم، بل تنحرف عن وسطه إلى أحد جانبيه، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): “يا أهل العراق نُبّئت أنّ نساءكم يدافعنَ الرجال في الطريق، أمّا تستحون؟”(4)، وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: “لا ينبغي للمرأة أن تمشي في وسط الطريق ولكنها تمشي إلى جانب الحائط”.(5) 5. لا ينبغي على المسلم أن يفرغ ما في أنفه في الطريق دون مراعاة لمشاعر الناس، فعن الإمام علي (عليه السلام): “إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا أراد أن يتنخّع وبين يديه الناس غطّى رأسه ثم دفنه، وإذا أراد أن يبزق فعل مثل ذلك..”.(6) ....................................... (1) جامع السعادات: ج2، ص45. (2) مستدرك سفينة البحار: ج6، ص519. (3) وسائل الشيعة: ج5، ص243. (4) وسائل الشيعة: ج14، ص174. (5) وسائل الشيعة: ج14، ص132. (6) مستدرك الوسائل: ج1، ص248.