المَرأَةُ فِي مِيزَانِ عَلِيِّ (عليه السلام)

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 190

السؤال: من كلام لأمير المؤمنين في وصيته لابنه الحسن (عليهما السلام)، قال: "واكفف عليهنّ من أبصارهنّ بحجبك إياهنّ، فإنّ شدة الحجاب خير لك ولهنّ، وليس خروجهنّ بأشد من إدخالك مَن لا يوثق به عليهنّ، وإن استطعت أن لا يعرفنَ غيرك فافعل، ولا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها، فإنّ ذلك أنعم لحالها وأرخى لبالها، وأدوم لجمالها، فإنّ المرأة ريحانة، وليست بقهرمانة، ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تطمعها في أن تشفع لغيرها فتميل مغضبة عليك معها، ولا تطل الخلوة مع النساء فيملنّك أو تملهنّ، واستبق من نفسك بقية من إمساكك فإن إمساكك عنهنّ وهن يرين أنك ذو اقتدار خير من أن يظهرن منك على انتشار، وإياك والتغاير في غير موضع غيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهنّ إلى السقم، ولكن أحكم أمرهنّ، فإن رأيت ذنباً فعاجل النكير على الكبير والصغير، وإياك أن تعاقب فتعظم الذنب وتهون العتب".(1) الرد: هذا الحديث يحتاج إلى تفصيل، ولكن إجمال القول هو: إنّ الإمام(عليه السلام) يدعو إلى عدم تعريض النساء إلى أجواء الإثارة والفتنة والاختلاط مع الرجال، وحقيقة الأمر لو أنّ النساء عملنَ بتوصيات أمير المؤمنين(عليه السلام) هذه، لخفّت كثير من مشاكلهنّ الناتجة عن اختلاطهنّ في مجتمع الرجال، فإنّ أنوثة المرأة في معرض المصادرة، وذلك فيما لو دخلت المجالات التي لم يخلقها الله تعالى من أجلها!.. فإنّ من الواضح أنّ وظيفة المرأة الأساسية أرقى من وظيفة الرجل بمعنى من المعاني، إذ إنّ هم الرجل خارج المنزل هو الحصول على لقمة العيش عن طريق دخول معركة الحياة، بكلّ عنفها ومواجهتها للعناصر المشاكسة - والتي هي ليست قليلة في حياتنا اليوم - بينما نلاحظ أنّ الله تعالى كرّم المرأة بأن جعل الرجل في خدمتها، من حيث النفقة الواجبة عليه - وإن كانت هي ميسورة الحال - وذلك ما أجل أن تتفرغ لنفسها، بعيداً عن ضوضاء الرجال وجلبهم، ومن ثمّ تعدّ نفسها لتربية الطفل الذي تبدأ حركته التكاملية على يد الأم من الأيام الأولى من حياته، فإذا كان ظاهر المولود يتكون من دم الأم في مرحلة الأجنة، وحليبها في مرحلة الرّضاع، فإنّ باطنه أيضاً يتشكل عن طريق حضنها العاطفي، وتوجهها الفكري. ومن هنا لا يبعد أن ننسب كمال الموفقين هذه الأيام من الرجال إلى الأم قبل الأب، ولعلّ للسبب نفسه تقدّم حقها على حقّ الأب كما يفهم من بعض النصوص الكريمة. ................................. (1) تحف العقول: ص87.