اللُّغَةُ المَفقُودَةُ (اللُّغةُ الأُم)

زينب علي الحسناوي
عدد المشاهدات : 132

بعد أن ضعفت العلاقة بين العرب ولغتهم، بقيت أغلب مفردات اللغة تعاني من الغربة وتناشد أهلها بالبحث عنها واسترجاعها وعدم تفضيل اللّغات الدخيلة عليها، فهي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة. لقد دخلت لغات أجنبية على لغتنا الأم منذ زمن بعيد بسبب الاحتلال أو الهجرة مما أدى إلى ضعف علاقتنا باللغة واستبدالها باللّغات الدخيلة الأخرى كالفارسية والكردية حتى الإنكليزية، وكلّ العجب من أن بعض الناس حينما يسمع بمفردات عربية أصيلة يستغرب منها، ويتساءل ماذا تعني هذه الكلمات، علماً أنه يقرأ القرآن المبارك والأدعية الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) لكنه لا يفهم معانيها. ونأسى لما نجد عليه أغلب الشباب المسلم من سيره وراء المدنية الغربية بلباسه وسلوكه، فكأنما هو صنيعة تلك الدولة، وقد تناسى جميع التعاليم الإسلامية وخلق الإسلام وما جاء به رسول الإنسانية والمحبة محمد (صلى الله عليه وآله)، ولكن على الرغم من ذلك ستبقى تلك التعاليم إلى الأبد لا تندثر، ويا لها من تعاليم يحبّها الله، وجعل لها منزلة ومقاماً في الدنيا والآخرة، حيث أعطى ذلك الإنسان أعلى مراتب الكمال وأغدق عليه من فضله فجاء بها الإسلام متوهجة في مدلهمات الحياة الجاهلية، وهي تحمل بين جوانحها كلّ معاني الارتقاء رافضة التعسف والغيظ، وأقول عجباً من بقاء بعضهم في مستنقع الفكر الأوربي وهو متمسك بالأفكار الوليجة، وعجباً أن تبدأ بتغيير اللغة الدخيلة بلغتك الأصيلة، وما كان التقدّم بالتلفظ ببعض الكلمات، وأول شيء يجب أن نغيّره في اللغة الدخيلة هو التسليم، فبدلاً من قول (هلو) أو (هاي) نقول السلام عليكم، فالسلام هو من السلم، أي لا للحرب عليكم، فعن أبي عبد الله(عليه السلام) إنه قال: “مَن قال سلام عليكم فهي عشر حسنات، ومَن قال سلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهي ثلاثون”.(1) أيّها الناس نناشدكم يقيناً أن تعودوا إلى لغة القرآن الكريم عن طريق تكثيف جلساته والتدبر في آياته وأن تعودوا إلى الله تعالى وتبتغوا فضله؛ لنثبت لأعداء الإسلام أن إسلامنا سيبقى هو دين الحق، وإن استطاعت آفات المجتمع الضارة أن تحرف العقول بتغييرهم للأديان والكتب السالفة بإفكهم، لكن الإسلام سيظلّ نوره بازغاً إلى الأبد. وليت شعري لو أنّ وسائل الإعلام تعلن عن فقدان اللغة من العالم العربي، وعلى من يجدها إرجاعها إليه والحفاظ عليها كونها تمثل ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. ............................. (1) مستدرك الوسائل، ج8، ص281.