الإِعلَامُ والإِرهَابُ والحَشدُ الشَّعبِيّ

د. إيمان سالم الخفاجي
عدد المشاهدات : 302

منذ سقوط النظام البائد اضطلعت المرجعية بدورها المركزي الريادي الحكيم، وقد حاول بعضهم وبخاصة الإعلام التابع للدول العربية الطائفية المتربصين للعراق الجديد، والمرتبطين بحزب البعث والمنظمات الوهابية معهم بعض الجهلة والبسطاء إنكار هذا الدور وإظهاره معدوماً أو ضئيلاً ولا فاعلية له، بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك في عدائهم للعراق، فشنّوا هجمات إعلامية على مقام المرجعية، وأعدوا برامج تلفزيونية وتقارير مليئة بالأكاذيب الافتراءات بحقّها للتأثير في أتباعها ومقلّديها، ومن ثمّ إيجاد مسافة فاصلة بينها وبين الجمهور؛ ليسهل عليهم تنفيذ مخططات أسيادهم المدمرة. وبالطبع لم يكن ذلك السلوك ليبدر من هذه الدوائر والمؤسسات والمنظمات ووسائل إعلامهم إلّا لعلمهم بدور المرجعية وحكمتها في إدارة الأمور، كونها صمّام أمان للأمة بمواقفها وتوجيهاتها في المطبّات والمنعطفات الخطيرة التي واجهها الشعب العراقي منذ سقوط النظام البعثي المبتور. وقد لاحظ العالم كلّه ذلك، واعترف بدور المرجعية الكثير من الشخصيات السياسية العالمية حتى الأجنبية المعادية منها، وأشادت بدورها منظمات عالمية ابتداءً بالأمم المتحدة وأمينها العام وانتهاءً بكبار عناصر الصحافة والإعلام، وقد ذكر تقرير صدر عن (غرفة الرصد والتحليل الإعلامي/ قسم إعلام العتبة الحسينية المقدسة) أنَّ تنظيم داعش الإرهابي يمرّ بأشد حالات الضعف والوهن؛ بسبب عوامل أهمها تأثير بيان المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ودعوتها لدعم القوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب. إنّ الحرب الإعلامية والإشاعات توجب علينا تعريف الإشاعة وآليتها وصناعتها وأهدافها وكيفية التصديّ لها، والعمل على تخفيف أثرها في المجتمع، وتطبيق ذلك على أرض الواقع الذي يعيشه بلدنا وشعبنا الكريم وهو يواجه أشرس هجمة عدوانية تستهدف وجوده ومقدساته من قبل كيان داعش الإجراميّ، ومواجهة الحرب الإعلامية المعادية التي يعتمد عليها هذا الكيان المعتديّ في الكثير من تحركاته ونشاطاته الخبيثة، والردّ عليها بجميع الوسائل العلمية المتطورة المتاحة. وعلينا الاستجابة لتوجيهات المرجعية الدينية الشريفة في جهاد الأعداء بالكلمة الصادقة والفكرة الهادفة والإعلام الواعي المستمد قوته وتأثيره من تعاليم الإسلام المحمديّ الأصيل، وعلى الجميع بما فيهم العتبات المقدسة الاهتمام بهذا الأمر عن طريق دورها في مجال الحرب الإعلامية والتصديّ للإشاعات، وبالتأكيد هناك اهتمام كبير وجهود مضاعفة في هذا الشأن عن طريق إقامة الدورات، والاستعانة بكفاءات وأساتذة لهم باع طويل في هذا التخصص من داخل العراق وخارجه، فضلاً عن استثمار الطاقات والإبداعات وتوظيف الخبرات والإمكانات في موضعها الصحيح، والاستعانة بالوسائل المتاحة والمناسبة والمؤثرة في الطرف الآخر التي تُساعد في عملية التصدي للعدو فكرياً وإعلامياً.