قُدوَةُ الفَتَيَاتِ الصَّالِحَات
قال الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله): "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"(1). من هذا المبدأ انطلقت (زينب عبد السجاد صاحب) في الصف الخامس الإعدادي/ إعدادية الثقافة في مدينة كربلاء المقدسة، فلم تقف حينما أتممت حفظ القرآن الكريم، وجعلت هذا العمل المبارك انطلاقة حقيقية لها، فسعت إلى أن تسجل كلّ بنت في مدارس القرآن الكريم، لحفظه والنيل من فيض علومه، واستثمرت مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) استثماراً صحيحاً لتنال رضا الله تعالى ورضا والديها، فكانت بدايتها بالالتحاق بدار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة، وكان معها هذا الحوار: كيف كانت البداية للإقدام على هذه الخطوة المباركة، ومن قام بتشجيعك؟ لصديقتي (آمال عبد الزهرة) الأثر الكبير في تحفيز موهبتي في حفظ القرآن الكريم، إذ كانت طالبة متميزة جداً، وذلك لحفظها وقراءتها القرآن الكريم، حيث استسقيت من معرفتها وخبرتها في هذا المجال، وكان لمدرّستي (الست انتصار) الأثر الكبير في تفوقي في الحفظ، فكانت تشجّعني وتحفّزني باستمرار، وتتابع معي إلى أين وصلت في التعلّم والحفظ، وكان لأهلي دور كبير في تقدّمي، فكانوا أشد حرصاً منّي كي أحفظ، فقدّموا لي الدعم المعنوي والمساندة بصورة كبيرة، ووفّروا لي الجو الملائم للحفظ، وكانوا يقدّمون لي الهدايا كلّما تقدّمت بالحفظ، واستفدت من والدتي التي تعمل مدرسة للّغة العربية في تعليمي أحكام القرآن الكريم. كيف استطعتِ أن تحفظي القرآن في مدة يسيرة؟ عزمت وتوكلت على الله (عزّ وجل) في ذلك، واعتزلت في غرفتي لا أقابل أحداً، وحرمت نفسي من المناسبات والزيارات التي يقوم بها الأهل لأماكن عديدة، واستطعت بعزيمة وإصرار أن أحفظ القرآن الكريم بمدة ثلاثة أشهر، فلم أضيّع أيّ وقت في هذه المدة، والحمد لله كانت فيوض هذا العمل الصالح تُغدق عليّ. ما هي فيوضات القرآن الكريم التي أغدقت عليك؟ بفضل الله تعالى ومنذ أن بدأت بحفظ القرآن الكريم وُفّقت في دراستي كثيراً، فحصلت على إعفاء عام في كلّ الدروس، وأدى انخراطي في دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة إلى التعرّف على كثير من الأخوات اللّواتي يتلقينَ علوم القرآن الكريم، فتعايشت مع هذه الشريحة الراقية جداً، واستفدت منهم بصورة كبيرة. ماذا حصدتِ من قيامك بهذا العمل المبارك؟ أنا مسرورة جداً لما حصدته من حفظي للقرآن الكريم، فقد جذبت الكثير من صديقاتي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي إلى الحفظ، وقمت بإعطائهنّ برنامجاً يومياً خاصاً لتسهيل الحفظ، فأصبحت بفضل الله قدوة حسنة لهنّ في الحفظ. كلمة أخيرة أتمنى من الله (عزّ وجل) أن تُوفّق كلّ فتاة لأن تحفظ القرآن وتسجل في مدارس لحفظ القرآن الكريم كاملاً وتعلّم علومه، وستجد منفعة دنيوية وأخروية، وأن يستثمرن مواقع التواصل الاجتماعي استثماراً صحيحاً برضا الله تعالى والابتعاد عن محرماته. نأمل من كلّ فتياتنا أن يقتدين بهذه الفتاة الصالحة، فهي المثال الحي للبنت المسلمة المتخلّقة بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام)، وأن يتلقين العلوم القرآنية ويتعلّمنها؛ لأنّ القرآن الكريم هو المنهاج الصحيح الذي نقتدي به، فهو رسالتنا الحية من الله (سبحانه وتعالى). .............................. (1) ميزان الحكمة: ج4، ص223.