رياض الزهراء العدد 97 لحياة أفضل
تَوَاصُلي
--------- حملة --------- تؤلمني معظم المظاهر التي أراها في الحياة العامة من إهمال وتغافل للتعاليم الإسلامية الصحيحة، وهجر للقرآن الكريم حبل الله المتين الذي من المفترض أن نتمسك به بحسب وصية النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فقررت أن أفعل شيئاً لعلّي أساهم بشيء بسيط وبحسب استطاعتي في إعادة الحياة إلى أرواحنا بقراءة القرآن، وأن أشرك في هذه الخطوة أكبر قدر ممكن من الناس بخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فقمت بعمل حملة بعنوان (كي لا نهجر القرآن)، وهي أن نقوم بقراءة صفحة يومياً من القرآن الكريم، وسرعان ما انتشرت هذه الحملة في اﻟكروبات، وبعد أن وجدت الإقبال على هذه الحملة أضفت إليها منشورات عن الأحكام الشرعية. --------- طائفية --------- دائماً ما تصادفني وأنا أقلّب في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الأحداث التي تبعث في النفوس اليأس، وتحّث على التفرقة وبثّ روح التعصب بشكل واضح، ويعزف أعداء المذهب على وتر الطائفية، ويستغلون هذه المواقع كونها أسهل وأسرع وصولاً وأكثر تأثيراً من غيرها، وقد حدث أن بثّوا أكثر من فيديو وأكثر من صورة بحيث جعلوا الشباب يثورون عن طريق تعليقاتهم، وإذا بأحد الشباب يبثّ فيديو على العكس تماماً من تلك الصور القاتمة التي كان هدفها الفتنة، يحمل كلّ الصفاء والنقاء وكلّ الطيبة معلناً نبذه للطائفية وأن الإنسانية ترتقي بالإنسان إلى أعلى المراتب، فإذا الفتنة تخمد والشباب يعودون إلى رشدهم، بل على العكس أخذوا ينشرون الفيديو الذي ينبذ الطائفية، فسبحان مَن يسخّر القلوب ويطفئ نار الحقد والكراهية بدقائق معدودة، هي المدة الزمنية لذلك الفيديو الرائع. --------- أطفال --------- قد يكون الأطفال من أكثر الذين يؤثرون فينا؛ لأن الطفل بطبيعته يحمل الصدق والعفوية دائماً، ولأن الطيبة تتجلى في تصرفاتهم، ولأن فطرتهم سليمة لم يؤثر فيها حقد أو كره؛ ولذا فقد أثّرت صور الأطفال في الكثير، فنشروها على مواقع التواصل الاجتماعي: فيديو لطفل يمسك بيديه الصغيرتين الفاكهة وهو يوزّعها على الزائرين ويتوسل إليهم أن يأخذوها منه، وحينما يأخذ الزائر فاكهته فإنه يبتسم من كلّ قلبه وكأنه نال جائزة عظيمة. صورة طفل يتبرّع بـ (500) دينار عراقي، وهي مصروفه اليومي مع قطعة من الكيك والحلوى، وهي كلّ ما يملك. طفل برفقة والده يبكي بحرقة وهو يشهد مراسيم التشابيه الخاصة باستشهاد الإمام الكاظم(عليه السلام)، ويصرخ بأبيه قائلاً: (قل للإمام أن لا يأكل الطعام؛ لأنه مسموم) وهو يضرب الأرض بقدميه والحرقة واللوعة في صوته تبكّي الصخر الأصم.