رياض الزهراء العدد 97 لحياة أفضل
مُشكِلَةٌ وَحَلٌّ فِي ظِلِّ التَّربِيَة_ الطفل ومشاعر الخوف والقل
عُدّت مسألة الخوف واحدة من أهم المشاكل التي يتعرض لها المجتمع البشري؛ لأنها من الأمور التي يواجهها الأبوان في التربية على الدوام في ما يتعلق بتربية أبنائهم، وهي الخطر الأكبر الذي يعيق الإنسان عن النهوض بمسؤوليته والنجاح في حياته. الخوف معناه: حالة انفعالية ناتجة عن الشعور بانعدام الأمن، وهي من أهم الانفعالات الإنسانية، فالطفل لديه نمط فكري عجيب ولا يمكن فهم مخاوفه بسبب عدم إمكانية فهم لغته وما لديه من تصور وتخيّل، ولدى علماء النفس آراء حول خوف الأطفال، ومن المخاوف الشائعة بين الأطفال: 1. الخوف من الحيوانات، والنار، وكلّ شيء متحرك. 2. الخوف من الظواهر الطبيعية كالعواصف والبرق والرعد والأصوات القوية. 3. الخوف من العلاقات الاجتماعية. 4. الخوف من الظروف القائمة مثل: الوحدة، والمرض، والنقص، والأصوات العالية، وتغيّر التنفس، والانفجار الذي يؤدي إلى رجفة في شفاه الطفل الصغير وبكائه. 5. الخوف من الموت، والجراثيم، والضرب، والطرد، والحرمان من الطعام والماء واللعب. إنّ معظم هذه المخاوف عند الطفل هي نتيجة اكتسابه عن طريق الأهل والاختلاط مع الأطفال والمجتمع الخارجي فتتولد عنده هذه المخاوف، ولابدّ من طرحها من النفس لتكون بدلاً منها أمور أخرى. إنّ الخوف لابدّ منه في بعض، الأحيان، كالخوف من الله تعالى، ومن عمل الحرام، وترك الواجب أو من اقتراف الأعمال السيئة، فهذا الخوف حسن، ولكن الخوف من الأشياء الوهمية التي لا أساس لها هو خوف سلبي يجعل الطفل ضعيف الإرادة ولا يمكن أن يتحمل المسؤولية، فيكون ضعيفاً في قرارات حياته، ومن ثمّ يؤثر تأثيراً سلبيا فيه، ولابدّ من وضع العلاج لهذا الخوف، وأن أغلب المخاوف قابلة للزوال وبخاصة التي تنشأ في مدة الطفولة، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق: 1. معرفة أساس المخاوف التي تنشأ عند الطفل وإزالتها بوضع العقل والتفكير لدى الأطفال. 2. ارتفاع مستوى الإدراك والوعي لدى الشخص بمعرفة درجة الخوف وفي أي مرحلة فتارة تكون شديدة وتارة قليلة. 3. إصلاح الحياة وهو عامل مهم لزوال الخوف بإزالة هذه المخاوف وهو السعي لإزالة أساس الخوف وجعل الطفل في مرحلة السيطرة على الخوف. 4. إيجاد بديل وهو رفع الخوف وإحلال الجرأة والشجاعة محلّه بزوال المثيرات المرعبة. 5. استمرار مكافحة الخوف حتى يتمكن من القضاء عليه نهائياً بمرور الزمن واكتساب التجارب. هناك طرائق وفنون في كيفية علاج الخوف، فالجهل أساس لكثير من المخاوف، ويخاف الأشخاص انطلاقاً من جهلهم بالأمور التي يرونها وعدم معرفتهم بها، ومن ثمّ يتولد عندهم الخوف عن طريق الوهم والجهل، فلابدّ من أن يفهم أن هذا وهم، ولا يوجد أيّ خطر، وأن لا يخاف من شيء غير موجود أو في الخيال فقط، فيُعالج ويُقضى عليه. وفي الختام يمكن أن نوظّف الخوف، لصالح الطفل وذلك بأن نجعل خوفه إيجابياً، أي خوفه من الله تعالى وارتباطه معه، فعن طريق الخوف من الله (عزّ وجل) تتعمق العلاقة بينه وبين الناس وبين كلّ ما موجود في الطبيعة، وتوظيفه أيضاً لأجل أن يأنس به لا أن يخاف منه وذلك بترك الأوهام، ومعرفة سبب الخوف وإزالته، وتلقين النفس بأنه خوف وهمي ولا يوجد شيء من المخاوف المزبورة الذكر آنفاً، ومن ثمّ ينشأ هذا الطفل قوي الشخصية وطيد العلاقة مع المحيط الذي يعيش فيه، ومتغلباً على مخاوفه عن طريق معرفته الخوف السلبي، فينقذ نفسه ويتعامل مع الخوف الإيجابي وهو الخوف الممدوح، كالخوف من ارتكاب المعصية، والخوف من الله (عزّ وجل) وخشيته من عدم إطاعته، وهو غاية الوصول إلى رضا الله (عزّ وجل) والتربية الصالحة بالنسبة إلى المربّي.