رياض الزهراء العدد 97 لحياة أفضل
اعتَزَّ بِانتِمَائِكَ يَا وَلدَي
تأملته وهو يسرّح شعره أمام المرآة ولا يعرف كيف، مرة يرفعه إلى فوق، وأخرى يرسله على جبينه، فتبسمت وقالت له: هل زالت حيرتك يا ولدي العزيز الغالي؟ فنظر إليها شزراً وكأنه يريد أن يقول لها: أنتِ لا تعرفين شيئاً من التطوّر والتحضّر. ولكنها فهمت هذه الكلمات وقرأتها في عينيه، فاستدركت قائلة: اعلم يا بُنيّ إني أحبك واحترم رغبتك، ولن أقول لك لا تفعل، ولكنّي أريد أن أقول لك مَن تقلّد؟ هل تقلّد إنساناً عالماً محترماً أو إنساناً ناجحاً سعيداً. إنّ هذه التسريحات والملابس التي تفصّل جسمك هي لأشخاص منحرفين، وبعضهم مجرمون، فهل تريد أن تقلّد المنحرفين الفاسقين؛ لأن أغلب أقرانك انجرف في هذه التيارات الضّالة المنحرفة. عد يا بُنيّ إلى عقلك، وتأمل واسأل نفسك، لماذا أفعل هذا؟ هل أنا عاجز أمام هذه الإغراءات؟ هل أنا مفتقد إلى الإرادة؟ يا ولدي الغالي إنّ الشخص الضعيف والمهزوز هو الذي يقلّد دون أن يدرك ما يفعل، وأنت وبحمد الله تعالى تنتمي إلى مجتمع إسلامي له أحكامه وقيمه وأخلاقه الرفيعة. إذن أنت لديك مَن يُرشدك ويأخذ بيدك إلى الصواب، وحاول أن تتغلب على هذه الرغبة الجامحة في تقليد مَن لا يزيدك تقليده إلّا ضياعاً وتيهاً فلا تعرف إلى مَن أنتَ تنتمي؟ هل تنتمي إلى مجتمع متفسخ ضال أو إلى مجتمع له أحكام وتشريعات راقية؟ وأخيراً أقول لكَ اعتزّ بانتمائك إلى هذا الدين القويم، وهذا المجتمع العريق بحضارته، وعظمائه، وتاريخه العظيم.