رياض الزهراء العدد 97 مناهل ثقافية
قَرَابِينُ الصَّلَاة
على سجادةِ الآياتِ قَتلَى.. وفي محرابِها الإنسانُ يتلو.. نَسوا أنّ الشّهادةَ سلسبيلٌ.. هديرٌ من سَنَا الرّحمانِ حلَا.. نُباحُك لم يكنْ إلّا سراباً.. وعقلُكَ كالأديمِ يزيدُ جَهلا.. على أجسادِهِم يَجثو غمامٌ.. ليعصرَ من جموحِ العزِّ رَطلا.. قطيفُ إرفَعي الآياتِ حتّى.. نَزِفُّ بعرشِكَ العشرينَ نَخلا.. نُلطّخُ صمتَكَ الدامي مزيداً.. ليسقطَ في رُؤى الإيمانِ طِفلا.. فُرشتْ على القديحِ جراحُ أمسٍ.. فشعَّ لهامةِ الأحساءِ نَجلا.. تَوالى جُرحُها والبدرُ ساهٍ.. يجرُّ قروحَها والشَّمسُ ثَكلَى.. لتحرقَ بالدموعِ هبوب أفعى.. تظنُّ بنفثِها الوجدانَ يَبلَى.. مددت بطول أحزاني صموداً.. لأنشلَ من دويِّ الفَقدِ مثلا.. حَماماتُ الإباءِ تخطُّ عهداً.. وتسندُ في عُلا الإسلامِ أَهلا.. على ميثاقِها الأيامُ لاذتْ.. تسفُّ شجونَها والوعدُ أَدلَى.. بحجمِ الظُّلمِ أحلامِي تَهاوتْ.. لتسكبَ في عروقِ القَهرِ قَولا.. حُسينٌ بذرةٌ بالقلبِ تَنمُو.. لترسمَ في جدارِ العَقلِ حَقلا.. حُسينٌ بسمةٌ تمحُو الرَّزايَا.. عَلى أصدائِها الرّيحانُ طلّا.. وصاغَ بصَرخةِ الأكوانِ عِشقاً.. تغلغلَ ذكرُهُ فازدادَ ثَقلا.. حُسينٌ مَنبعٌ يروِي المَنَايا.. حلاوةُ عاشقٍ للحبِّ ولَّى.. حُسينٌ خَافقٌ ضمَّ الضَّحايَا.. وشرَّعَ بالمَدى نَصراً تَدلَّى..