أَبنَاؤُنَا والانتِظَار

شجون علي
عدد المشاهدات : 147

دائماً ما يكون الأب والأم مهتمين برعاية أولادهما، ويحاولان أن يوفرا لهم كلّ السبل الممكنة لسعادتهم وراحتهم، وبالتأكيد أنهما يحرصان على تربيتهم التربية الصحيحة، ولكن من الضروري جداً أن يهتما برعاية الطفل الدينية والعقائدية؛ لأجل إنشاء جيل واعٍ بقضية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) التي هي من ضروريات العصر، فعلى الأب أن يفعّل ثقافة الانتظار؛ لأنه هو المسؤول أمام الله (عزّ وجل). ومن الطرائق التي عليه استخدامها هي قصّ القصص التي تتعلق بإمامنا المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، لكي نربط حياتهم به، ونجعله القائد القدوة والنموذج الذي يسمع عنه الطفل، ويقلّد شجاعته ومبادئه بدلاً من الشخصيات الكارتونية الخرافية التي يتعلّق بها الطفل لشجاعتها، ومساعدتها للآخرين، وقدرتها على فعل الأعمال الخارقة، ثم استخدام أسلوب التشويق لقراءة دعاء الندبة، وجعله كقراءة العزاء لفقد حبيب طال انتظاره. ويجب إحياء كلّ ما يرتبط بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، عن طريق تسمية الطفل المولود حديثاً باسم مهدي مثلاً، وإن كانت بنتاً يكون اسمها نرجس أو حكيمة، وجعل يوم الجمعة مثلاً لصاحب الدكان مخصصاً لأن يتقاسم الأرباح بينه وبين مولاه، كلّ ذلك يسبب نيل التّوفيق في ذريته وفي حياته، ثم الدعاء المستمر بتعجيل الفرج بعد الصلوات، وإخراج الصدقة عنه(عليه السلام)، وتقديم حاجة المولى على حوائجنا، كلّ ذلك كفيل لنيل التّوفيق والسّعادة الدُّنيوية والأخروية. فمثلما ندعو لإمامنا، فإمامنا يدعو لنا، ولسنا بأكرم منه(عليه السلام)، وإن مات المؤمن المنتظِر وبعد كلّ ما فعله في حياته من استقامة فإنّ الإمام الصادق(عليه السلام) يوضّح لنا أجره، حيث قال(عليه السلام): "مَن مات منتظراً لهذا الأمر كان كمَن كان مع القائم في فسطاطه، لا بل كان بمنزلة الضارب بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف".(1) ولا ننسى أن نردّد دائماً (دعاء الغريق) المرويّ عن الإمام الصادق(عليه السلام): "يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" (2)؛ لكي نثبت يوم الظهور المبارك ولا نتزلزل. ............................ (1) ميزان الحكمة: ج1، ص183. (2) ميزان الحكمة: ج1، ص181.