السُّجُود

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 178

قال تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)/ (النحل:49). قال الإمام الصادق(عليه السلام): “إذا ذكر أحدكم نعمة الله (عزّ وجل) فليضع خدّه على التراب شكراً لله، فإن كان راكباً فلينزل فليضع خدّه على التراب..”.(1) يُستحب السجود بقصد التذلّل أو التعظيم لله تعالى، بل هو من أعظم العبادات وآكدها، بل ما عبد الله بمثله، وما من عمل أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً؛ لأنه أُمر بالسجود فعصى، وأقرب ما يكون العبد إلى الله (عزّ وجل) وهو ساجد، وإنّ السجود سنة الأوابين، وتُستحب إطالته فقد سجد آدم ثلاثة أيام بلياليها، وسجد الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) على حجارة خشنة حتى أُحصي عليه ألف مرة: “لا إله إلا الله حقاً حقاً. لا إله إلا الله تعبداً ورقاً. لا إله إلا الله إيماناً وصدقاً”.(2) وعن الإمام جعفر بن محمد(عليه السلام) قال: “كان أبي يصلي في جوف النهار، فيسجد السجدة، فيطيل السجود حتى يقال إنه راقد”.(3) وكان موسى بن جعفر(عليه السلام) له كلّ يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال.(4) وكذا يُستحب السجود شكراً لله تعالى لتجدّد نعمة أو دفع نقمة أو لتذكرهما أو للتوفيق لأداء فريضة أو نافلة أو فعل خير، ولو مثل الصلح بين اثنين كما كان يفعل بعض الأئمة (عليهم السلام)، ويكفي في السجود مجرد وضع الجبهة مع النية، ويُستحب أن تقول: (شكراً لله) و(عفواً عفواً) مائة مرة أو ثلاث مرات، ويكفي مرة واحدة أيضاً. ومن المعلوم أنه يحرم السجود لغير الله تعالى، فإنه غاية الخضوع، فيختصّ بمَن هو غاية الكبرياء والعظمة، وسجدة الملائكة لم تكن لآدم، بل كان قبلة لهم، كما أنّ سجدة يعقوب وولده لم تكن ليوسف، بل لله تعالى شكراً حيث رأوا ما أعطاه الله تعالى من الملك. فما يفعله سواد الشيعة من صورة السجدة عند قبر أمير المؤمنين(عليه السلام) وغيره من الأئمة (عليهم السلام) مشكل إلّا أن يقصدوا به سجدة الشكر لتوفيق الله تعالى لهم لإدراك الزيارة، نعم لا يبعد جواز تقبيل العتبة الشريفة. .................................. (1) الكافي: ج2، ص98. (2) مستدرك سفينة البحار: ج4، ص470. (3) وسائل الشيعة: ج6، ص382. (4) مستدرك سفينة البحار: ج10، ص323.