رياض الزهراء العدد 96 همسات روحية
الزِّيَارَةُ_ آدابها
إنّ الزيارة تعدّ من الأعمال العبادية المقرّبة لله ، فينبغي على الزائر عند إقباله عليها القيام بسلسلة من المقدّمات والتهيئة والإعداد الخاص والالتفات بقلبه إلى عظمة صاحب المشهد المقدس وشأنيته وأن يكون مقبلاً عليه بقلبه، تاركاً وراءه كلّ متعلقات الدنيا وشواغلها، ناسياً كلّ شيء غير ذكر المزور، عارفاً بحقّه، مخاطباً إياه خطاب عبد خاضع ذليل بين يدي مولى عظيم؛ ليتعانق معه القلب وترتبط به الروح، وتلك المرتبة تستدعي القيام بأعمال خاصة منها: الغسل بالكيفية المذكورة بالكتب الفقهية الذي به تتحقّق الطهارة المعنوية، والحضور القلبي، ولبس الثياب الطاهرة النظيفة، وأن تكون زيارته قلبية حقيقية ليست خيالية ومجرد ترديد ألفاظ الزيارة وعباراتها بقلبٍ ساهٍ وغافل، وأن لا تكون فارغة من محتواها ومضامينها العالية السامية، ومن ثمّ الوقوف على بابه والاستئذان عند الدخول، والوقوف على الضريح المقدّس واستقبال وجه المزور، والأفضل الزيارة بما هو مأثور عن المعصومين (عليهم السلام)، ومراعاة الأدب مع المزور بأن لا يبدأ بالسؤال وطلب الحاجة قبل التحية والتكريم، قال النبي (صلى الله عليه وآله): “مَن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه”(1)، وبعد الفراغ من ركعتي الزيارة ينشغل بالتسبيح، والذكر، والاستغفار، وتلاوة القرآن الكريم، وإهدائه إلى المزور، قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ)/ (النور:36)، فعليه أن يجتنب لهو الحديث، والكلام الباطل، مراعياً قداسة المكان وحرمته، وبعد أن هيّأ الأرضية كاملة للإجابة يأتي دور الدعاء وطلب الحاجة. ............................... (1) الكافي، ج2، ص644.