عَبَقٌ مِن بَرنَامَجِ المُنتَدَى_ الإِقبَالُ عَلَى اللهِ (عزّ
من ينابيع الدعاء بشهر الخير والرجاء، والبركات والتحنّن، والعتق من النار، والفوز بالجنان، ومن نفحات شهر هو خير الشهور وأكثرها سبلاً للقرب من الكريم جلّ وعلا، لتنقلنا إلى أفيائه الروحانية، وعطاياه الملكوتية.. نأخذكم معنا ومع محورنا الدعائي للعضو الفضي (أبو منتظر) والذي حمل عنوان (الإقبال على الله (عزّ وجل)) ليستهلّه بقول للإمام الصادق(عليه السلام)، يقول فيه: “احفظ أدب الدعاء، وانظر مَن تدعو، وكيف تدعو، ولماذا تدعو، وحقّق عظمة الله وكبرياءه، وعاين بقلبك علمه بما في ضميرك، واطّلاعه على سرّك وما تكنّ فيه من الحقّ والباطل، واعرف طرق نجاتك وهلاكك، كيلا تدعو الله بشيء عسى فيه هلاكك وأنت تظن أن فيه نجاتك قال الله تعالى: (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)(1)”.(2) وبدأنا مع ردود أعضائنا بردّ العضو (صادق مهدي حسن) الذي أكّد على نقطتين هما: 1. النية والتوجّه المخلص لله تبارك وتعالى. 2. الزمان كليلة الجمعة ويومها، وكذلك الأشهر الكريمة (رجب، شعبان، رمضان)، والمكان كمراقد أهل البيت (عليهم السلام) ولاسيّما تحت قبة أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) كلّ تلك أمور لها أثر كبير في قبول الدعوات. وقالت الأخت (طفوف علاء): على الإنسان أن يكون صادقاً بدعائه وشاكراً لمنحة الله (عزّ وجل) بمناجاته وهو ملك الملوك. وأضافت العضوة (شجون فاطمة): في حالة السجود والتضرّع على الإنسان أن يعلم أنّ لا ملجأ إلّا لله (عزّ وجل)، وليردّد الذكر اليونسي الذي يلهج به معظم العلماء الأجلاء: (..لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)/ (الأنبياء:87). وتواصل العضو (لواء الطف) بقوله: يعدّ الدعاء مثل الرقم السري في بطاقة الائتمان، فينبغي علينا اللجوء إلى الأدعية الواردة عن المعصومين (عليهم السلام)، فهم الأعرف بأقرب الطرق وأسهل الوسائل للوصول إلى الغاية والمراد، وذكر قول الإمام علي(عليه السلام): “اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، وعند الأذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصّفين للشهادة، وعند دعوة المظلوم فإنها ليس لها حجاب دون العرش”(3). وردّت العضوة (عشقي زينبي) بكلماتها: الدعاء منحة من الله تعالى للعبد، وفرصة للتحدث بين العبد وربّه، وللتوسل بطلب التوبة، وهو تهيئة وترطيب للقلب وراحة وطمأنينة للنفوس أيضاً. وأكّدت العضوة (أم التقى) على أمرين: 1. أن يأخذ الإنسان بالأسباب فلا يدعُ بالشفاء ويستغني عن الدواء، وألّا يدعو بالرزق من دون أن يسعى إلى طلبه. 2. الاجتماع في الدعاء عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: “كان أبي(عليه السلام) إذا حزنه أمر جمع النساء والصبيان ثم دعا وأمّنوا” (4). وتواصلنا مع الأخت (خديجة) التي قالت: علّمنا محمد وآله الأطهار بمدرسة الدعاء آلاف الأدعية وبكلّ الأوقات والحالات للإنسان، في الرخاء والشدة، والذكر والشكر، والعسر واليسر؛ ليكون الإنسان بكلّ أحواله لله ومع الله (عزّ وجل). أمّا مشرفنا (المفيد) فقال: يعدّ شهر رمضان من المحطات المهمة جداً للتزود، فيُعطي هذه الروح شحنة كهربائية؛ لتبقى على صلة مع خالقها، وتبتعد عن غفلاتها وملذّاتها التي تسببت في الابتعاد عنه، ويعدّ شهراً رجب وشعبان مراحل تأهيلية للدخول في شهر الله الأعظم، فالرياضي مثلاً لا يمكنه أن يخوض مباراته المهمة من غير أن يجري التمارين والإحماء اللازم، ومن ثم الدخول في مباريات تجريبية حتى يكون مهيّئاً تهيئة صحيحة تؤهله إلى خوض المباراة وهو بكامل طاقته وجاهزيته؛ لأنه بغير ذلك من المؤكد أنّه سيُصاب بتشنّجات فتخرجه من المباراة أولا يؤدي بالشكل المطلوب. وختمنا محورنا بقول الأخت (أم محمد جاسم): علينا أن نتعلّم من الطفل الإلحاح والبكاء ليأخذ من أبويه ما يريد ويستثير عطفهما ولطفهما به، وكذلك نحن أطفال بحضرة القدس الإلهي، ومحتاجون إلى عطف خالقنا والحصول على فيض رحماته وألطافه. ............................ (1) (الإسراء:11). (2) جامع السعادات: ج3، ص293. (3) مستدرك سفينة البحار: ج3، ص294. (4) الكافي: ج2، ص487.