رياض الزهراء العدد 102 نور الأحكام
الخَلْوَةُ مَع الأَجنَبِيّة
قال الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ.. * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ..)/ (النور:30، 31). من لطف الله (عزّ وجل) إنّه خلق داخل النفس الإنسانية حاجزاً عن المحرمات لا يُناط بالتعليم والتعلّم، بل هو أمر فطري كالطفل الصغير الذي يكره الظلم والكذب، بل لا يعرفهما إلّا إذا تعلّمهما من المحيطين به، إضافةً إلى ذلك أوجد تعالى حاجزاً شرعيّاً في نفوس المتديّنين، والمؤمنين بالله (عزّ وجل)، وبالقيامة، ويوم الحساب يمتثل بالآيات الباهرات، وبالروايات المشهورات، والتي تنظّم حياة الإنسان حتى تجعل من الذنب كالصخرة على رأس المؤمن يحاول جاهداً رفعها، حتى يبقى هذان الحاجزان مؤثّرين في الإنسان طوال حياته، عليه أن يعيش أجواءً بعيدة عن الحرام، وإلّا فإنّ هذين الحاجزين سيضعفان شيئاً فشيئاً، كما قال الله تعالى: (..وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)/ (البقرة:168). ومن المعلوم أنّ الخلوة مع المرأة الأجنبيّة تحتاج إلى نفس قويّة، ومقاومة لوسواس الشيطان حتى يتمكن المؤمن من الانتصار في هذه المنازلة، أمّا إذا علم الإنسان من نفسه الضعف، والانجرار إلى المعصية فيجب عليه حينئذٍ الابتعاد عن تلك الأجواء مهما كلّفه الثمن، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا يخلونّ رجل بامرأة إلّا كان ثالثهما الشيطان»(1)، وكذا ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنّه قال: «إيّاكم ومحادثة النساء، فإنّه لا يخلو رجلٌ بامرأةٍ ليس لها محرم، إلا همّ بها»(2)، وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إنّه قال: «أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) البيعة على النساء أن لا ينحنَ، ولا يخمشنَ، ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء»(3). ................................ (1) ميزان الحكمة: ج4، ص150. (2) كلمات الرسول (صلى الله عليه وآله): ج1، ص289. (3) مستدرك الوسائل: ج14، ص212.