كَيفَ نَقضِي عَلَى الهَوَاجِس؟

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 157

السؤال: إنّ مشكلتنا الأساسية في الصلاة وغيرها هي هجوم الخيال الواسع في أثناء الصلاة وبعدها، مما يسلب التركيز في العبادة والقراءة، فما الحلّ في هذه الحالة؟ الردّ: إنّ التخلّص من حديث النفس من أهم الشواغل التي شغلت بال علماء الأخلاق؛ وذلك لأنّ حديث النفس حركة باطنية غير اختيارية، لا تخضع للإرادة المباشرة، ولهذا لا يتخلّص الإنسان من ذلك إلّا بعد جهدٍ جاهد. فمن طرق ضبط حديث النفس: 1. حمل هموم كبرى في الحياة، فإنّ النفس المشغولة بالأهم لا تتنزل إلى المهم، فضلاً عن غير المهم أصلاً، فحمل همّ الآخرة، وعقبات الوصول إلى المولى من موجبات الضبط الداخلي للنفس. 2. عدم الإكثار من القول؛ لأنّ الثرثرة الخارجية توجب الثرثرة الباطنية، فإنّ حقيقة الكلام هي الخلجات الباطنية حقّة وباطلة، فإذا لم يتيسر لصاحبه الكلام الخارجي فإنه يلجأ إلى الحديث الباطني. 3. الانشغال بالذكر القلبي، وإذا لم يمكن فباللفظي عند كثرة الكلام الباطني، فإنّ الذكر الإلهي ممحاة للكلام الباطني. 4. مخالفة مقتضى حديث النفس إذا كان داعياً إلى الحرام الفقهي أو الأخلاقي، فإنّ الشيطان هو الخبيث يريد إلهاء العبد عن الحق، وقد ورد الأمر الإلهي بعدم تعويد الخبيث. 5. الاستغفار الجاد والحقيقي بعد كلّ حديث نفس، فإنّ أولياء الله الصالحين يرون أنّ كلّ انشغالٍ عن الحق ذنب، ولو كان على مستوى حديث النفس. إنّ القضاء على الهواجس الباطنية يحتاج إلى مدة طويلة من الممارسة، ولا شك أنّ الثمرة ستكون لذيذة جداً ينعكس أثرها في العبادة والتفكير والسلوك العام.