رياض الزهراء العدد 102 لحياة أفضل
زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنيَا_ سأفخر بكَ..
يا زهرة أيامي الماضية والقادمة.. يا مَن فارقت عيناي النوم لأجل راحتك.. رافقتُ مسيرة حياتك مذ كنتَ جنيناً في أحشائي.. فغذيتك من روحي وامتزجتْ دقات قلبك بدقات قلبي.. كانت بيني وبينك لغة حميمة انفردنا باستعمالها أنا وأنت فقط.. تسعدني مناغاتك وترتقي روحي بالفرح لسماع ضحكاتك.. حتى أحلامك تنعشني حين تزورك أطيافها.. تبتسم تارة وتبكي تارة أخرى.. براءتك ترتسم على قسمات وجهك الصغير.. يبهجني الصّفاء الذي يحيط بك كهالة من النور والنقاء.. كبرتْ معك أحلامي في كلّ يوم يمرّ من عمرك الغالي.. تلوذ بي خائفاً من سطوة نوبات غضب أبيك.. أو من مشاغبات أقرانك من الجيران.. ترتمي بأحضاني كلّما أعيتك الحيلة.. تلجأ إليّ في حلّ معضلات فروضك اليومية بعد أن دخلت عالم المدرسة.. تذود بي وتطالبني بمرافقتك لتفخر بي هناك.. ها أنت يا بُني يكبر عودك، وبدأت بوادر استقلال شخصيتك بالظهور.. التمرد بدا واضحاً في تصرفاتك معي.. محاولاتك بالتميّز بدت غريبة جداً.. صدقني يا حبيبي ليس الملبس وطريقة تسريح شعرك هو ما يميّزك.. إنما أخلاقك ستنثر عطرها أينما حللتَ، يميّزك أريجها أكثر من الشكل.. حينما تبتغي التميّز عن أقرانك اختر صلاتك وألزمها وعندها تكون متميّزاً، وحافظ عليها في أوقاتها.. تبدو متألقاً بنور الإيمان أكثر من ملبسك المختلف الأطوار.. وجهك ينطق به الجمال إن تألقتْ بفمك آيات الكتاب المبين أكثر من مساحيق الوجه.. صفاء عينيك يعكس صفو قلبك بذكر الله تعالى.. تصبح شخصيتك أقوى إن بنيتها بدعائم الإيمان وأسندتها بحبّ أهل البيت (عليهم السلام).. حنوّك عليّ بدل صراخك سيجعلني أسعد أُمّ في الوجود.. أتعرف كيف أكون فخورة بك؟ إن رجح عقلك على هواك.. إن غلبت طاعتك لي ولوالدك على تمرّدك.. إن عرفتَ قيمة دينك ومذهبك وأئمتك.. إن سلكتَ طريق الخير والصواب.. إن تمسكتَ بتراب وطنك الذي مسّت أقدام الأئمة والأولياء أرضه الطاهرة.. إن استشعرت وجود إمامك (عليه السلام) وهو يقلّب صفحات أعمالك يومين في الأسبوع، وعملت ما يرتضيه وخجلت من عمل السوء أمامه (عليه السلام).. حينئذٍ أعرف أن عمري لم يذهب هباءً، وأنّ تعبي لم يذهب سُدىً.