أَرَى

منال السيد/ لبنان
عدد المشاهدات : 150

في التحامنا الاجتماعي وانسجامنا الروحي وتوافقنا الفكري، أرى أننا نستطيع أن نُكوّن مجتمعاً متماسكاً، نجمع فيه طيفاً متنوعاً يثمر عنه إنسان واعٍ، هو محور الحياة. هَمسَةٌ نَاعمَةٌ سعادتك بما ملكت أيمانك فإتقان العمل من ما ملكت أيماننا، فهو سبب من أسباب التقدّم والتفوّق في دروب الحياة، علماً أنّ هذا السباق والتنافس كان موجوداً طوال تاريخ البشر إلّا أنه اشتدت وتيرته وبات أكثر تأثيراً في حياة المجتمع، فكلّ فرد من الأفراد يفكر دائماً وأبداً في تطوير مستواه، وأن يُحافظ على موقعه، وهذا التنافس لا يمكن له أن يتطور أو يتقدم إلّا عن طريق التحليق في سماء الإتقان بعمله. وبين أدراج الحياة وجدنا أنّ السرّ الأكبر يكمن في سيادة قيمة إتقان العمل والذي يُدخل السعادة على النفس والمجتمع. وحتى لا يكون أمرنا فرطا ونتقن أعمالنا لابدّ من قراءة سطور في التركيز على قدسيّة العمل في النفوس ونبدأ من الأساس الأول لبناء الإنسان وهو (الأسرة)، فالأسرة التي ينشأ أفرادها على ثقافة الإتقان في العمل تتربى على أهمية العمل وقدسيته مُنشئةً علاقة داخلية بين الفرد وإتقان العمل، ويسعى الفرد إلى إتقان العمل وهو راغب فيه، وقد يكون بعضهم كالذين يساقون إلى الموت، فهو يعدّ ممارسة العمل ممارسة مضطراً لها، ويريد التخلص من هذا الحمل الثقيل الذي يحمله على ظهره، ولكن إذا راجعنا الدين الإسلامي الذي حثّ على تربية الأبناء على حبّ العمل والترغيب فيه؛ لأن هدف خلق الإنسان هو العمل فاليوم الذي لا عمل فيه يكون الإنسان في كما في قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)/ (العصر:2) يتبيّن أن العمل ليس بمقدار الحاجة ولا بمقدار الضرورة فقط، وإنما العمل بمقدار ما تستطيع أن تعمل، وإن كان أكثر من الحاجة. فكثيراً من الأحيان ينتاب الإنسان حالة من حالات رمي المسؤوليات على بعضنا بعضاً، فلابدّ من أن ينطلق التغيير من الجميع وإن كانت مراتب المسؤولية تختلف من شخص إلى آخر بحسب تأثيره، فالإسلام يربّي فينا أنّ الإنسان يجود بما عنده لنكون بمأمن عمّا جاء في قوله تعالى: (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ)/ (المدثر:45) فيكون لنا أطيب الأثر عن طريق عملنا في الحياة والمجتمع الذي نعيش فيه والوطن الذي ننتمي إليه. هُمومٌ تربويّةٌ طاقات تحتاج إلى تفعيل كان العرب في الجاهلية يبعثون أولادهم إلى البادية لتدريبهم على خشونة العيش والقسوة، ولتربية أجسامهم وأنفسهم وشخصياتهم ليصبحوا فرساناً يخوضون غمار الهيجاء، ونساء تلد فرساناً ليكمل أجدادنا وآبائنا التراث في تربية الولد على العمل مع أبيه في مهنة زاولها، والبنت ترنو سلم العمل وإتقانه منذ صغرها في رعاية البيت وأموره، حتى جاء وقتنا الحالي الذي يعيش فيه الشباب حالة العزوف عن العمل وعدم الاستفادة من طاقاتهم وكفاءتهم والمخزون الهائل الذي يمتلكونه من القدرات التي تحتاج إلى تفعيل. هِباتٌ نَفسِيّةٌ الثلاثي الأبعاد يعدّ استخدام الذكاء العاطفي من أهم العوامل المساعدة في رفع إنتاجية فريق العمل القادرة على احتواء التغيير المعياري، فهو عبارة عن الانفعالات التي هي بمثابة نظام إشاري مطور للذكاء العاطفي، فمن خلالها تعلّم المرء إدراك عواطفه والسيطرة عليها، إذ إنها تركز على العلاقات الثنائية، فهي تطبق لتحفيز إنتاجية الفريق؛ لأنه يطلق العنان للإبداع ويحفّز الإنتاجية بطريقة لا يستطيعها أحد غير أفراد هذا الفريق. إذ يجب على الفريق الفاعل اكتساب مهارة التعامل مع الذكاء العاطفي لمعادلة ثلاثية الأبعاد عن طريق تطوير وعي انفعالات أفراده، وانفعالات المجموعة ومزاج أفرادها، وانفعالات المجموعات والأفراد الآخرين من خارج نطاقه عن طريق بعض المعايير: الانتقال من الأداء الفردي إلى الجماعي. وضع حجر الأساس عن طريق ترسيخ المعايير. الثقة. الهوية الجماعية. الفاعلية الجماعية.