رياض الزهراء العدد 102 واحة البراءة
لِمَاذَا يَضَعُ السَّمَكُ عَدَداً هَائِلاً مِن البَيضِ
قرر فضل أن يصحب أباه في رحلة صيد للسمك على نهر دجلة. أخذ الأب عدة الصيد من شباك الصيد وغيره من الأدوات، وساعده فضل في حمل ما يتمكن منه إلى السيارة. في باكورة الصباح ومع إشراقة الشمس وصل فضل وأبوه إلى النهر، كان المكان خالياً من الناس سوى فضل وأبيه، وكان النهر يتلألأ مع انعكاس ضوء الشمس عليه. ما إن ترجّل أبو فضل حتى أخرج من السيارة عدة الصيد، وقد ساعده فضل في حمل بعضها إلى مكان قريب من النهر. فضل: والدي، هل سنقوم بشواء سمكة واحدة قبل أن نعود بباقي السمك إلى البيت؟ الأب: بالطبع يا فضل، شرط أن يكون عدد السمك الذي سنصطاده كثيراً، هيّا ساعدني يا بني لنرمي شبك الصيد في النهر. وضع الأب الشبك وانتظر حتى أحسّ بأنّه بدأ يتحرك، فعلم أنّ عدداً من السمك قد دخلت الشبك، فقام بسحبه من الماء. ويا لَلمفاجأة، فلقد كان عدد الأسماك كثيراً جداً، شعر فضل بالسّرور، فعدد السمك وفير. فضل: سأعدّ السمك الذي قمت باصطياده يا والدي، (١، 2، ٣..٦٠، ٦١، ٦2،..) أوه، لقد تعبت يا والدي من العدد، إنه كثير جداً، هل سنقوم بشواء عدد منها قبل أن نعود بالباقي إلى البيت؟ الأب: بالطبع يا بُني، أحضر آلة الشّواء من السيارة. أسرع فضل الخطى إلى السيارة وجلب آلة الشّواء لأبيه، فقام الأب بإشعال الخشب ووضع سمكتين عليها، وبعد مرور وقت كاف نضج السمك، فأعطى الأب فضلاً حصته من السمك، وقام بأكل السمكة الثانية. فضل: طعمه لذيذ يا والدي. الأب (يتذوق): نعم، إنه كذلك يا بنيّ. فضل: والدي، لديّ سؤال؟ الأب: اسأل يا بني، فإن لم أعرف الإجابة سنبحث عن إجابتها لاحقاً. فضل: هل عدد البيض الذي تضعه السمكة الواحدة كثير أو قليل؛ لأننا اصطدنا عدداً كبيراً من الأسماك؟ الأب : ملاحظة دقيقة يا فضل، هذا صحيح عدد البيض الذي تضعه السمكة الواحدة كثير جداً. فضل: كم عادة تضع السمكة الواحدة؟ الأب: إنّ ذلك يختلف من نوع إلى آخر من السمك، فيتراوح عدد البيض الذي تضعه إناث الأسماك ما بين ألف كما في سمك البلطي، إلى مليون بيضة كما في سمك الكود. فضل: آه! عدد كبير جداً، لكن لماذا عدد البيض ما بين ألف إلى مليون مثلاً؟ الأب: لأنّ السمك يا بُنيّ غذاء لكثير من الحيوانات كالسّباع والطير، أضف إلى ذلك نحن البشر، فلذا من حكمة الله تعالى أن جعل السمكة الواحدة تضع العدد الهائل من البيض. فضل: آه يا والدي، الله تعالى يقدّر كلّ شيء في الكون لحكمة أرادها، فكم نحن غارقون في نِعم الله تعالى يا والدي. الأب: نعم يا بُنيّ، فلولا حكمته لما استمتعتَ مثلاً يا فضل بسمك مشويّ الآن. فضل يضحك: هذا صحيح، حَمداً لله تعالى أنّ السمك يضع البيض الكثير.