يَا غَائِباً عَن أَحبَّائِك
لنا عيونٌ تنتظر بلهفة، وقلوبنا تتحرّق شوقاً لرؤيتك، يا غائباً ما غاب عن قلوب محبّيه.. ضجّت البلاد والعباد من تسلّط الفاسدين، وكيد المتآمرين على الدين.. سيّدي بتنا حائرين مشرّدين.. يا سيّدي يا صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)! أَتتركنا نتجرّع الذلّ والهوان على يد أعدائك؟ يا سيّدي، أيطول غيابك؟ أتستمر غربتك، ويدوم عذابنا لفراقك؟ يا سيّدي، يا باب الله (عزّ وجل) الذي يتوجّه إليه الأولياء! تحيّرنا في أمرنا.. كلّما مرّت الأيام زادت الفتن، وعصفت الأهواء، واشتدّ البلاء، ونحن نقّاسي المحن. متى نلقاك تشدّ قلوب المؤمنين.. تجلو عن نفوسهم الهمّ والغمّ.. لا شفاء لنا إلّا لقاءك، ولا دواء لأسقامنا إلّا ظهورك. يا أملَ الأمة التي استضعفها الأعداء، وركبها البلاء، وذاقت من الذلّ وشماتة الأعداء ما ذاقت.. يا سيّدي، إن كان تأخير ظهورك حتماً، ولم يحِن بعد أوان الظهور.. نسألك أن تدعو لنا بالثبات على العهد الذي لكَ في رقابنا.. يا حجةَ الله (عزّ وجل) يا غائباً عن أحبائك لابدّ من أن تظهر.. يا نجماً، لابدّ من أن تزهر.. لتملأ الكون نوراً وبهاءً.. تسمو به العدالة.. يشمخ به المؤمنون.. يرثون الأرض بعد طول الاستضعاف.. تذيق أعداء الله (عزّ وجل) وأعداءك الذلّ والخزي.. تأخذ الثار لكلّ مَن قُتل ظلماً من أجل حبّكم..