رياض الزهراء العدد 102 لظهور الحق وزهوق الباطل
لظهور الحق وزهوق الباطل
تعدّ مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) خطوة من خطوات الثقافة الدينية النسوية من أجل المضي نحو التمهيد للدولة المهدوية؛ لذا سنستعرض ملخص مواضيع العدد السابق (101)، لتبيين الغاية من المواضيع: كلمة العدد جاهد الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهد من أجل مبادئ الدين، ولطلب الإصلاح في أمة جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكلّ شيء مقدّس في الحياة، وهو (عليه السلام) ينبوع الفضائل ورمز الرفض للفساد، ولم يُترك ذكره (عليه السلام) ولم تمت هذه القضية؛ لأن منهج الأئمة (عليهم السلام) أبديّ، فعلينا أن نبدأ ببناء ذلك الفكر في النفوس بتكرار قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وسرد مأساته بكلّ الطرق كما حاربهم بكلّ الوسائل والطرق والأشكال، وقيم الدين يجب أن تُغذّى بالدم والروح والتقديس والتكريم، فإنّ على المسلمين أن يستلهموا من زيارته (عليه السلام) إيمان القديسين والشهداء وأخلاق الشهادة وتصميم الثائرين وعزم المصلحين. شمس خلف السحاب مَن يتمعن في حياة الأنجم الزاهرة يركن إلى حقيقة مفادها أن الأئمة المعصومين (عليهم السلام)قد جسّدوا بحق تعاليم الإسلام، فكانوا الصورة المثلى للدين والقدوة يستمد الخلق منهم؛ لأن حركاتهم (عليهم السلام) حركات مدروسة واعية، ومن هنا نلقي الضوء على المشتركات بين الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) والإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) عبر الحقب الزمنية لحركتيهما الإصلاحية والجهادية، فكلتا الحقبتين كانتا مقدّمة للفتح الموعود، فحقبة معاوية مقدّمة لملحمة عاشوراء التي كانت فتحاً، وأمّا الغيبة الكبرى فهي مقدّمة للفتح المبين الموعود على يد المنقذ الذي تنتظره الشعوب المقهورة والثلة المستضعفة في أرجاء المعمورة بعد امتلاء الأرض جوراً. همسات روحية ممكن أن نشعر بالسعادة في حياتنا وكلّ ظننا أنّ الراحة والسعادة والاستقرار هو في الهجرة، لكن لم ينفعنا هذا الشعور، فمن الممكن أن نسكن في أجمل البلدان وأكثرها تطوراً ومع ذلك لا نجد السعادة والراحة الوجدانية الحقيقية فيه، إذن الخطأ في هذه الحكاية هي طريقتنا في تفسير الحياة بعقولنا، فعلينا ربط السعادة بأرض الأنبياء (عليهم السلام)، وجعل الأئمة المعصومين (عليهم السلام) قدوتنا وزيارتهم متعتنا، وحقيقة الراحة عندما ننيخ قلوبنا في صحن سيّد الشهداء (عليه السلام)، فالحمد لله على نعمة الإسلام، والتوفيق لزيارة ابن بنت خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)، فهي سعادة الدنيا والآخرة. الملف التعليمي ترسيخ مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) والقضية الحسينية ضرورة فكرية، وهذه القيم الراقية هي المسار الصحيح والصادق في إحياء العقول والقلوب؛ لأنها خالدة في كلّ العصور والأجيال، وما تزال ملهمة للعقوٍل والقلوب، وبها تستنير وتتفتح، فعلينا أن نسعى في طريق تصحيح الأفكار أن ندرج هذه القيم الراقية في المناهج الدراسية عن طريق وضعها كمفردات أساسية في الكتب المدرسية للمضي في طريق التكامل في سموّ هدفها التعليمي والتربوي، وحقيقة الإسلام الصالح لكلّ عصر وجيل والمتمثل بمنهج أهل البيت (عليهم السلام) التي تتطابق مع الفطرة الإنسانية السليمة للتغيير نحو الأفضل. إشراقات تربوية من دروس عاشوراء أنه درس حبّ وولاء لنربط أطفالنا بأطفال أهل البيت (عليهم السلام) وقلوبهم بقلبهم (عليهم السلام) الطاهر، هذه الحقائق والأنوار القيّمة من حبّ محمّد (صلى الله عليه وآله) وآله، والاستشعار بمظلوميتهم (عليهم السلام) هو الدرس الذي لن توصله مواعظ الأسماع من دون أن تكون واقعاً معاشاً، فعلينا التأكيد على الخدمة الحسينية لاكتساب مكارم الأخلاق وإصهارها ببودقة الخدمة الحسينية، هذه الذكريات ستبقى راسخة ومتجذّرة في عمق ذاكرتهم، الحُب والعزاء يحفر أخاديد ومن المستحيل أن تُمحى آثارها، وهذا هو سلاح التربية الحسينية التي تُنشئ قلباً مسلّحاً ضد موجات الأعداء، ملتحفاً بحبٍ وولاء، يأسر الروح والجوارح معاً، ومبرقعاً بثوب من الحياء والعفة الزينبية لكلّ فتاة سائرة على خُطى العقيلة (عليها السلام) بالولاء والوفاء. منكم وإليكم فاستعذ بالله تعالى يا بن آدم، إياك والغفلة عن نفسك طرفة عين، يا بن آدم عدّوك محنّك خبير، فهو لن يسعى لإضلالك دفعة واحدة، بل يجرّك خطوة خطوة إلى شباكه في غفلة منك وأنت تظن نفسك من الآمنين، فالحذر الحذر من أن نكون أنا وأنت خليفة الشيطان ونحن لا ندري، فلتكن متيقظاً دائماً ولا تكن في غفلة، فيجعل الشك في نفوذه خفاءً إلى نواياك وأعمالك نصب عينيك، والتجئ إلى الله تعالى من شرّه وكن مستعيذاً حقيقيّاً به، ملبيّاً للنداء الإلهي. أُلفة نساء العلاقة بين سورة الكهف وقضية الإمام الحسين (عليه السلام) موضوع الرجعة، وأنّ الحياة دار ابتلاء، فكما رجع أصحاب الكهف سيرجع الإمام الحسين (عليه السلام)؛ فالمحور الأصلي لسورة الكهف هو بناء الدين وعدم زواله بعكس الدنيا فهي زائلة، وكذلك شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) ونهضته، فهو حي في الأذهان والقلوب، ونشاهد ضوءاً من أضوائه في الزيارة المليونية الزاحفة من مختلف بقاع الأرض في يوم الأربعين.