مِن وَحي المَولِد
خرجَ الفؤادُ يخبِّطُ الأقدامَا.. ليزجَّ من قلبِ الحنينِ لِثَاما.. خرجَ الفؤادُ مصلياً ومسلِّما.. يرمي على تَبرِ القصيدِ سلاما.. دكَّ الجبينُ جبالَ عزِّكَ ساجداً.. وتفتَّتَ الفكرُ الأريبُ حُطاما.. وتمايلتْ أجراسُ روحي موجةً.. لتغرِّدَ الأغصانُ فيك كلاما.. والعينُ آذنَ حينُ بوحِ صلاتها.. أنَّ المصطفى المنقذ من الردى.. يتكوَّرُ الشِّريانُ جمراً صادحا.. ليورِّدَ الصَّمتُ العتيدُ حماما.. فَتسافرُ الأنوارُ فوق حمامها.. وتبشِّرُ الأعيادُ جاءَ حِزاما.. من لحظِ المصطفى أشرقتْ أحلاما.. وتسرَّبتْ آفاقُ كوني وردةً.. تهدي النفوسَ بشاشةً ومقاما.. من كلِّ عشقٍ قِبلة تهفو لها.. روحُ الأحبَّةِ دأبها أعواما.. أمَّا وعشقُ أبي الزهراء غاية.. نهفو لها ونزيدُ فيه غراما.. نبيّ يرسِّخُ في النُّفوسِ مهابةً.. منه النبوة تناشدُ الإلهاما حارتْ مفاتيحُ الحروفِ بأمرها من أيِّ كنهٍ تشرِقُ الأنغامُ.. أمْ من ليثٍ مقدامٍ.. ولكلِّ مَن ذاق الهمومَ مؤرّقا.. يكفي بذكركَ المصطفى تلقى المُنى.. وبدر تكشفُ الأوجاما.. مَن ذا الذي طابَ السَّناءُ لطهره؟؟ وتباركتْ في إثره أرحاما.. وتعتَّقتْ أصداءُ مكَّةَ باسمهِ.. وغدتْ نفوسُ المرءِ منه كِراما.. يا مَن تدسُّ سموم حقدكَ فوقنا.. حتَّى تضخَّ بوجدنا ألغاما.. ظنَّاً لجهلكَ أنَّنا وبموتنا.. نغتالُ حبَّاً بالولادةِ قاما.. قطِّعْ وفَجِّرْ واغتصبْ لحظاتنا.. واجعلْ جنين هنائها أوهاما.. مهما ستغلو في مجونكَ إنَّنا.. لن نستهان بحبِّنا ونُضاما.. مادامَ عشقي للنبيِ مخلَّدا.. سيَّانَ كنتُ مليكة وحُطاما..