رياض الزهراء العدد 103 نور الأحكام
الصَّلَاةُ الخَاشِعَةُ
قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)/ (المؤمنون:1، 2). رُوي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) كما في أخبار كثيرة أنه لا يحسب للعبد من صلاته إلّا ما يقبل عليه منها، وإنه لا يقدمنّ أحدكم على الصلاة متكاسلاً ولا ناعساً ولا يفكرنّ في نفسه، ويقبل بقلبه على ربّه، ولا يُشغله بأمر الدنيا، وأن الصلاة وفادة عليه تعالى، وأنّ العبد قائم فيها بين يدي الله تعالى، فينبغي أن يكون قائماً مقام العبد الذليل الراغب الراهب الخائف الراجي المسكين المتضرّع، وأن يصلي صلاة مودع يرى أن لا يعود إليها أبداً، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: "كان عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما إذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء إلا ما حرّكه الريح منه".(1) وعن أبي أيوب: (كان أبو جعفر وأبو عبد الله (عليهما السلام) إذا قاما إلى الصلاة تغيّرت ألوانهما حمرة ومرة صفرة، وكأنما يناجيان شيئاً يريانه).(2) وينبغي أن يكون صادقاً في قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)/ (الفاتحة:5)، فلا يكون عابداً لهواه، ولا مستعيناً بغير مولاه، وينبغي إذا أراد الصلاة أو غيرها من الطاعات أن يستغفر الله تعالى، ويندم على ما فرّط في جنب الله ليكون معدوداً في عداد المتقين الذين قال الله تعالى في حقّهم: (..إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)/ (المائدة:27). ....................................... (1) الكافي: ج3، ص363. (2) ميزان الحكمة: ج2، ص1635.