زَينَبُ (عليها السلام) قُدوَتِي

منتهى الكريطي
عدد المشاهدات : 158

زينب (عليها السلام) اسم تردّد على مسامعي منذ طفولتي، فصرتُ أبحث عن معناه هنا وهناك، فوجدته في واقعة الطفّ عندما تقدمنَ النساء اللائي واكبنَ الركب الحسينيّ بعد يوم عاشوراء للقيام بإبلاغ الخطاب الحسينيّ إلى جماهير المسلمين وفي مقدّمتهنّ زينب بنت عليّ (عليها السلام) بطلة كربلاء وأخوات الإمام الحسين (عليه السلام) وبناته، حينما أدّت بطلة كربلاء (عليها السلام) الدور القياديّ بأفضل أداء في الكوفة والشام في قصر الطاغية، وأفشلت بخطابها الذي هزّ الكوفة والشام يومئذ كلّ مخطّطات بني أميّة، لقد شاركت المرأة مشاركة فعّالة في هذه الملحمة المأساويّة الكبيرة في التاريخ. من هذا المنطلق يجب على المرأة المسلمة أن تعرف موقعها وموقفها في المجتمع بشكل بارز، ولستُ أغالي إذا قلتُ إنّ الشطر الثاني من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) حفظ الشطر الأول من هذه النهضة، إن النساء من أمثال زينب، وسكينة، والرباب، وأم كلثوم، وأم البنين، وفاطمة بنت الحسين صلوات الله عليهنّ، وطوعة، ودلهم، وأم وهب رضي الله عنهنّ وغيرهنّ حفظن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) من أن يطمرها الإعلام الأموي. المرأة الآن في ظلّ هذه الظروف والتحديّات بحاجة إلى أن تعرف موقعها من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) وتواصل مسيرتها على هذا الخط، وليس في الإسلام تجاه السلوك الميدانيّ والثقافـيّ والإعلاميّ والاجتماعيّ للمرأة إلّا كلمتان يصرّ الإسلام عليهما، الأولى: أن لا تفرّط المرأة عند حركتها وعملها في حدّ من الحدود الشرعيّة، والثانية: هي سلامة الأسرة، وأخيراً لابدّ من أن يكون للمرأة حضور فعّال وجادّ في تربية جيل مثقّف واعٍ؛ لأن الوعي الدينيّ والسياسيّ من شأنه أن يحصّن جمهورنا وشارعنا الإسلاميّ في مواجهة التضليل الإعلاميّ الهائل الذي يمارسه أعداء الإسلام عن طريق وسائل الإعلام والفضائيّات الكثيرة التي مهمّتها تضليل الرأي العام عن طريق طرح الشعارات المضلّلة، وتحريف الخبر، فالوعي للأمّة وحده كفيل بتحصين الشارع من التضليل الإعلاميّ.