رياض الزهراء العدد 103 همسات روحية
أُرِيدُ الزَّوَاجَ مِن فَتَاةٍ جَمِيلَة
السؤال: أريد الزواج من فتاة متديّنة، جميلة، أوروبيّة، لا تتعدى بداية العشرينات، فهل من مساعدة ومشورة؟ الرد: إذا كنت قد اتخذت قراراً في هذا المجال، فإنني أعتقد أنّ المشورة لا قيمة لها، فإنّ الذي مالت نفسه إلى جهة -وبخاصة في مجال الحبّ النسائيّ- فإنّ ألف حكيم لا يمكنهم زحزحة مثل هذا الفرد الذي تشبّث بالجمال المتعلّق بظاهر الجلود والأبدان، وأمّا إذا كنتَ متردّداً حقيقة، وتريد رضا مولاك في هذا المجال فإنني لاحظتُ بأنك خلطت صفة واقعيّة مقوّمة للسعادة الزوجيّة، بأخرى ليست من الأمور التي تعدّ قواماً للسعادة الدنيويّة فضلاً عن الأخرويّة، فإنّ الانتساب إلى بلاد أوروبيّة هل يمثل عنصراً من عناصر الكمال حتى يذكرها الإنسان كمرجّح في مقام الاختيار، والحال أنني أعتقد أنّ الأمر للسلب أقرب منه للإيجاب! إذ إنّ مَن تربّت في بيئة معلومة الحال من حيث الفساد الفكري والاعتقاديّ، كيف يمكن أن تقارَن بأخرى مسلمة، فتحت عينها على ذكر الله تعالى، يطرق سمعها من اللحظة الأولى من الولادة إلى سنوات بلوغها محتفظةً بعفتها ووقارها وأنوثتها؟! أضف إلى ذلك التأثيرات الوراثيّة من سلسلة الآباء والأمّهات التي تغذّت بصور مختلفة من النجاسات العينيّة، ومنها المسكر! أعتقد أنك لو أردتَ الاقتران بتلك الجنسيّات فلابدّ من وجود عنصر تكون به أنت صاحب المنّة عليها، عندما تجعل ذلك ذريعة إلى تشرّفها بالإسلام، فتكون أنت سبباً لسعادتها الدائمة، والحال أنك لم تأخذ منها إلّا جمال المظهر الذي هو في طريقه إلى الأفول، أضف إل الاعتياد والتكرار المفقد لبهجة كلّ جديد!.