الصدّيقَةُ الطّاهرَةُ.. مِرآةُ الحياةِ وحَياةُ المَرأة

العلوية رفاه مهدي على/ ماجستير علم نفس تربوي
عدد المشاهدات : 158

دور الزوجة: ما أجمل الحياة الزوجية إذا كانت مفعمة بالانسجام بين الزوجين في التفكير والمبدأ والتوجه, وإذا عمّ بينهما الاحترام والتقدير, كبيت السيدة فاطمة (صلوات الله تعالى عليها) التي كانت تعين زوجها (صلوات الله تعالى عليه) على أمر دينه ودنياه, لذا لنتعرف على بعض المواقف التي دارت في هذا البيت الشريف. عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "إن فاطمة(عليها السلام) ضمنت لعلي (عليه السلام) عمل البيت، والعجين، والخبز، وقمّ البيت، وضمن لها علي (عليه السلام) ما كان خلف الباب: نقل الحطب، وأن يجيء بالطعام، فقال لها يوماً: يا فاطمة هل عندك شيء؟ قالت: والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاث إلا شيء آثرتك به، قال: أفلا أخبرتني؟ قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهاني أن أسألك شيئاً، فقال: لا تسألي ابن عمك شيئاً، إن جاءك بشيء عفواً وإلا فلا تسأليه".(1) ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "فو الله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله (عز وجل)، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان".(2) ومما رُوي عنهما صلوات الله عليهما ما مضمونه دخول رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عليّ وفاطمة، وهما يضحكان، فلمّا رأيا النّبي سكتا، فقال لهما النبي (صلى الله عليه وآله): ما لكما كنتما تضحكان فلمّا رأيتماني سكتما؟ فبادرت فاطمة، فقالت: بأبي أنت يا رسول الله، قال أمير المؤمنين: أنا أحبّ إلى رسول الله منك فقلت: بل أنا أحبّ إلى رسول الله منك، فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا بنيّة، لك رقة الولد وعلي أعزّ عليّ منك.(3) نعم لقد كانت السيدة الصديقة الطاهرة (صلوات الله تعالى عليها وآلها) خير مثال تحتذي به النساء, فهي الزوجة الصبورة المطيعة الودودة لزوجها, فهي خلاصة تربية الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) الذي كان هو بذاته مثال يُقتدى به لأهالي الزوجات حينما يرون المصاعب التي تمرّ بها بناتهم, حيث رأى النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة وعليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: "يا بنتاه، تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه، فأنزل الله: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)/ (الضحى:5)".(4) ............................. (1) بحار الأنوار: ج14، ص197. (2) بحار الأنوار: ج43، ص134. (3) كتاب الأربعين في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام): ج4، ص270. (4) ميزان الحكمة: ج3، ص257.