رياض الزهراء العدد 103 الملف التعليمي
شُعَاعٌ مِن النَّهضَةِ الخَالِدَة
من ينابيع الدماء الطاهرة الثائرة التي أُريقت على أرض كربلاء، وطاعةً لإرشادات المرجعيّة العليا بضرورة الحثّ على رفع مستوى الوعي العام عند الشباب، وضرورة دعم عوائل الشهداء والمجاهدين انطلقت حملة (لبيك داعي الله) الطلّابيّة في جامعة كربلاء، إذ تضم الحملة ثلاثة جوانب: 1- حملة الكترونية ثقافيّة للتعريف بالإسلام الأصيل، وإحياء ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) نظراً لما يتعرّض له الإسلام والمذهب من تشويه. 2- سلسلة حملات توعويّة تُقام على قاعة جامعة كربلاء. 3- حملة تبرّعات واسعة لدعم عوائل شهداء الحشد الشعبي رداً لفضلهم وجميل إحسانهم. لمعرفة المزيد عن هذه الحملة تحدّثت الأخت آلاء محمّد صالح/ كلية الطبّ المرحلة الثالثة، وهي من الأعضاء المنظمين لهذه الحملة قائلةً: هذه الحملة تحاول ربط الطالب الجامعي بالشعائر الحسينيّة، وتحيي عنده قيم عاشوراء الخالدة وتدفعه لاستيعاب دوره الحقيقي في بيان تلك القيم وتفهيمها للمجتمع باعتبار الطلّاب هم الطبقة التي يعول عليها في صنع المستقبل الزاهر للوطن، ولقد امتازت الحملة بحضور النساء اللّاتي مثّلنَ الصوت الزينبي الإعلامي الواعي تجاه ما يتعرّض له العراق من هجمة شرسة من قِبل الدواعش، القصد منها تخريب الأرض والديار المقدّسة؛ لذلك ركزنا على نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) العقائديّة؛ لأنه يمثل القرآن الناطق، والآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، وهذه أحد أسباب خلود نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) على مدى الدهر والمحطّة المضيئة في تاريخ الإسلام. أمّا الدكتور علي طارق/ عميد كليّة الأسنان وهو أحد الشخصيّات الّتي ساهمت في تسهيل أمور الحملة، فعبّر عن رأيه قائلاً: هذه الحملة بشارة خير ودليل على وجود ذات رساليّة تضحّي بوقتها الشخصي لأجل قضايا المجتمع، وهي صمام أمان ضد تسلّط الشيطان بكلّ صوره، ومن أهم أهدافها خلق روح المسؤوليّة تجاه عوائل الشهداء والمجاهدين الذين بذلوا جهوداً استثنائيّة للدفاع عنا، وما نعيشه اليوم من حالة أمن هو بفضل الله(عزّ وجل) أولاً وبدماء مجاهدينا الأشاوس ثانياً والذين كانوا أوفياء للمرجعيّة وأنصاراً لإمام الزمان(عجّل الله تعالى فرجه الشريف), وكنّا نحن جنود العلم الذين ثارت أقلامهم وجهودهم لخلق حلقة وصل مع أخواننا المجاهدين من داخل الحرم الجامعي لنستنهض همم الطالب الجامعي وطاقاته لتأدية تكليفه، وأن نقتسم معهم أوجاع الخوف على الوطن والمقدّسات، وحشدنا هو صوت الإمام الحسين (عليه السلام) الذي جعل من كلمة (هيهات) مبدأ للأحرار، ومن الملاحظ أنّ في شهر محرّم تتعالى همم المجاهدين إذ العام الماضي تم تحرير جرف النصر، وفي هذا العام تحرّرت بيجي، فذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) في محرّم حافز لانتصارات الحشد المقدّس. من أولويات أهداف الحملة هي إيقاظ روح المسؤوليّة الاجتماعيّة لدى الأفراد في المجتمع وخصوصاً شريحة الطلّاب الجامعيين أمام ما يواجهه الوطن من خطر، وأن يكونوا واعين فكريّاً لِما يحدث حولهم، ولقد ارتأى هؤلاء الشباب في تجمّعهم أن يستفيدوا من موسم الشهادة في شهر محرّم؛ لأنّه من أنسب المواسم لبناء فكر الإنسان عقائديّاً وإنسانيّاً. فصناعة ثورة خالدة يتطلب إخلاصاً تاماً، وعناية إلهيّة، وصفحة بيضاء ناصعة تسطّر فيها الوقائع الخالدة, ولم تحظَ ثورة في العالم باهتمام شديد كنهضة الإمام الحسين (عليه السلام) التي أصبحت مصدراً لإلهام الشعوب المظلومة والمغلوبة على أمرها في كلّ بقاع المعمورة، وشكلّت خطاً فاصلاً ونقلة فكريّة عقائديّة في حياة الأمّة الإسلاميّة بأن لا تركع لحكّامها المفسدين، وهذا ما أوضحه سيّد الشهداء (عليه السلام) في عبارته المشهورة: "على الإسلام السلام إذ قد بُليت الأمّة براعٍ مثل يزيد".(1) ................................ (1) كلمات الإمام الحسين (عليه السلام): ج1، ص281.