رياض الزهراء العدد 103 الملف التعليمي
التَّربِيَةُ وَالقِرَاءَة
إنّ تربية الأبناء من أصعب الأمور التي يمكن أن يقوم بها الإنسان، فقد قال أحد علماء النفس والتربية: (كنتُ قبل الزواج أمتلك ست نظريّات لتربية الأبناء، والآن أمتلك ستة أبناء ولا أمتلك أيّ نظرية للتربية)، فالأمر ليس بتلك السهولة، لكن يمكن اتّباع بعض الأساليب التي تسهّل الأمر على الأطفال، كالقراءة التي هي باب يفتح للطفل وذويه عوالم واسعة، ويوجّه عن طريقها الأطفال إلى الأخلاق والمكارم التي يصعب تلقينهم إياها من دون أن يقتنعوا بها، والقصّة هي الباب لذلك، فللقراءة فوائد كثيرة للأطفال نحاول ذكر مجملها، وهي: إنماء خيال الأطفال: إنّ قراءة القصص للأطفال قبل النوم تحفّز خيالهم الخصب، وتساعدهم على التفكير، فتبقى في أذهانهم لجعلهم أكثر قدرة على التخيّل والابتكار، والتوصّل للحلول والتخمين، وتوسيع مداركهم الفكريّة. تحسين لغة الأطفال: حينما نقرأ القصص للأطفال أو حينما نجعلهم يقرؤونها نساعدهم على التقاط اللغة بشكل صحيح، ويكسبهم ذلك مهارات لغويّة أكثر من الأطفال الذين لا يستمعون إلى القصص أو لا يقرؤونها، فيكونون قادرين على تعلّم اللغة بشكل أسرع وبمهارة أكبر. زيادة ثقافة الإنسان: القراءة بشكل عام توسّع مدارك الإنسان وتزيد من ثقافته، والقراءة بصورة محفزة تزيد وتحبّب رغبة الإنسان للقراءة منذ الصغر، فحبّه لهذه العادة تجعل الكتاب رفيق الطفولة الأول له، ويستمر حبّه له من المهد إلى اللّحد، فنحصل بهذا على جيل من القرّاء المثقفين. تزيد الصلة بين القارئ (الأم أو الأب) والطفل: القراءة لوقت ثابت يوميّاً للطفل ترسخ علاقة (الأم أو الأب) بالطفل، فالطفل بطبعه لحوح بالأسئلة وستكمن الإجابة عن أسئلته في هذا الوقت، وسيكون هذا الوقت من أجمل الأوقات للطرفين ليتذكروه في المستقبل، وبتناقل المعرفة عبر السؤال والجواب سيوصل القارئ للطفل الكثير من الحكمة التي سيكون ذات يوم بحاجتها. غرس القيم للأطفال: تأثّر القراءة بشكل كبير في الأطفال، فعن طريقها يتعرفون على مكارم الأخلاق، فالأخلاق هي الطريق القويم ليبدؤون بها حياتهم، وقراءة القصص التي تركز على جانب المكارم تجعل الأطفال يمتلكون الوازع الأخلاقي ليبدؤون بها حياتهم، ولذلك يربّي المسلم طفله على قصص الصحابة والأنبياء التي تظهر بها المكارم بشكل جلي ليتعلم منها كيفيّة التعامل في الحياة مع الناس وليكون فرداً صالحاً. تنمية قدرتهم على التعبير: لن تجد قارئاً غير قادرٍ على التعبير بحريّة عن كلّ أفكاره التي تدور في رأسه، فالقراءة المستمرة تجعل المخ يخزن كثيراً من المعاني والكلمات والمفردات والصيغ المنمّقة للتعبير عن مختلف الأفكار، وبالقراءة سيحصل الطفل والبالغ بعد ذلك على أفضل النتائج لينتج شخص قادر على التعبير والحوار والإقناع بلغة طلقة صحيحة.