رياض الزهراء العدد 103 نافذة على المجتمع
إِذَاعَةُ الكَفِيلِ النُّسوِيّة _ بِحُلَّةٍ جَدِيدَة
في سماء الإعلام النسويّ سطعت نجمة لامعة ليلامس شعاعها الوقور قلوب النساء كي ترتب خطوات مسيرهنّ، فحققت طموحاتها في إضاءة حياتهنّ نحو النور الفاطمي، فاستقلّت بهدفها السامي، وتميّزت بإبداعها الراقي، فجذبت مستمعاتها، بل حتى مستمعيها، فحثّ الزوج زوجته كي تشارك في البرامج التي تقدّمها. وبحلّة جديدة لمبنى جديد خُصّص لهذه الإذاعة النيّرة وبحسب اطّلاعنا وتجوالنا في الإذاعة مع السّيّدة (رؤى علي حسين)/ مسؤولة إذاعة الكفيل/ صوت المرأة المسلمة في قسم الشؤون الفكرية للعتبة العبّاسيّة المقدّسة وبحسب ما حدثتنا عنه من استحداث مواقع وأماكن بصورة أوسع وأكثر كي ينمو هذا الإبداع، فعلى سبيل المثال استحدثت قاعة أم البنين (عليها السلام) لتستقطب حضوراً نسوياً كبيراً في البرامج المباشرة وسعياً منهم إلى معايشة مشاكل المرأة بصورة خاصة والأسرة بصورة عامة. وأجرينا حديثاً معها لمعرفة الجوانب المهمة والمستحدثة في إذاعة الكفيل النسوية، وفي بداية حديثنا معها أعطتنا نبذة مختصرة عن هذه المؤسسة المباركة: أُسست إذاعة الكفيل بشكل تجريبي يوم 25 ذي الحجة عام 1429هـ ولمدة خمس ساعات في اليوم، وتطورت في بثها إلى أن أصبح على مدار أربع وعشرون ساعة في اليوم الواحد، وتتشكل من (مسؤولة الشعبة، وَحدة الإدارة التنفيذية، وَحدة البث والصيانة، وَحدة الإخراج الإذاعي، وَحدة البرامج، الإعداد والتقديم، وَحدة التسجيل والمونتاج، وَحدة الذاتية والخدمات، وَحدة التنسيق والإعلام، وَحدة مكاتب الإذاعة في المحافظات). منذ افتتاح الإذاعة وإلى الآن، هل حقّقتم طموحاتكم وأهدافكم المنشودة؟ إنّ الإذاعة تميّزت منذ انطلاقتها؛ لأنها مختصة بالمرأة وتطرح قضاياها، فهي تلامس حياتهم بصورة عامة وخاصة، والدليل على ذلك قمنا بتأهيل بعض المستمعات لكي يكنّ معدّات ومقدّمات للبرامج في الإذاعة، مثل الأخت (أم حيدر) كانت متابعة دائمة لبرامجنا، وأصبحت الآن معدّة ومقدّمة للبرامج. ما التغيير الذي تهدفون إليه بين دورة برامجية وأخرى؟ دوراتنا البرامجية تنظم كلّ ثلاثة أشهر ماعدا شهر رمضان وشهري محرم وصفر تكون الدورة البرامجية فيها خاصة، وتوضع كلّ دورة برامجية تلبيةً لحاجة المجتمع، فمثلاً أعددنا برنامجاً كاملاً يتحدث عن الأخوة، وبرنامجاً كاملاً آخر يتحدث عن مشاكل الفتيات ومتطلبات المراهقة، وبرنامجاً آخر بعنوان (أنين السنين) أُعدّ لكبار السنّ ومعاناتهم، والأخير من تقديم (آيات حسون) وإخراج (مها الصائغ)، وقد نال هذا البرنامج درع شكر وتقدير نتيجة التأثير الكبير في المستمعات، فكنّ يتصلنَ ويبكينَ على الحالات المؤلمة الواقعية في دار المسنين، وكان فيه عبرة كبيرة لكلّ مستمع، وهناك برامج ثابتة ومستمرة تقدّم في الإذاعة لصداها الواسع والمنتشر بين الناس، كبرنامج (مستشارة الأسرة) الذي تقدّمه الدكتورة (إيمان الموسوي) والذي يناقش القضايا الأسرية وعلاجها من وجهة نظر علم النفس، وبرنامج (مؤسسون عظماء) الذي تقدّمه (زهراء فوزي) مع سماحة السيّد (عدنان جلوخان)، ويتحدث عن سيرة المعصومين الأربعة عشر بأسلوب تحليلي، وبرنامج (صباح الكفيل)، وهو برنامج صباحي منوّع من تقديمي، وبرنامج (أصداء فقهية) مع سماحة السيّد العلّامة (محمد صادق الخرسان) من مدينة النجف الأشرف. ما هي أهم التطورات الحاصلة في الإذاعة خلال السبع سنوات ودخولكم العام الثامن؟ اتساع مدى البث إلى المحافظات الجنوبية (الكوت، السماوة، الناصرية، الديوانية، الحلة) وبغداد، والبث عالمياً عن طريق قمر النيل سات على مدار أربع وعشرون ساعة، وافتتاح ساحة عبر منتدى الكفيل وتحت إشراف الأخت (سرى المسلماني) المعاونة التنفيذية لي ومعدّة البرامج ومقدمتها، والمدققة اللغوية الأخت (زهراء فوزي)، وعن طريق هذه الساحة نستقبل الآراء الطيبة للمستمعات، وكذلك أصبحن يشاركن في إعداد بعض البرامج كبرنامج (مدن عاشورائية) و(مؤسسون عظماء) و(أمسيات الطف)، ونبث عن طريقها برامج الإذاعة ليتاح للمستمعات سماعها حينما يفوتهنّ أيّ برنامج لم يستطعنَ سماعه عبر تطبيق سهل جداً تستطيع المستمعة أن تحمّله على الهاتف المحمول، وهذه الخطوة خدمت العضوات كثيراً، وكذلك نحن نسعى إلى تطوير ملاك الإذاعة، وبخاصة المتقدّمات حديثاً، وذلك بإقامة دورات تطويرية في الإعداد والتقديم والمونتاج، وآخر دورة أقمناها في الإعداد والتقديم للبرامج التسجيلية، ومن أهم التطورات في الإذاعة تأسيس إذاعة الرياحين للأطفال سنة 1432هـ، وتبثّ هذه الإذاعة برامجها في يوم الجمعة من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية الساعة الثامنة مساءً. حدّثينا أكثر عن هذه الإذاعة: تختصّ إذاعة الرياحين بالفئة العمرية بين (5ـ16) سنة، وتتنوّع برامجها مع كلّ دورة برامجية جديدة، وتهتم برامجها بكلّ ما يتعلّق بالطفل من تعليمه للقرآن الكريم، وما يختصّ بصحته، والتركيز على الأمور الأخلاقية للطفل، ونتيجة للأصداء الواسعة لبرنامج (رياض الكفيل) وبخاصة فقرة (مذكرات فواطم) التي تقدّم رسالة أخلاقية تربوية لمعالجة المشاكل الشخصية سيُطبع كتيّب تتبنّاه الإذاعة ليُنشر باسم معدّته (زينب رضا)، ولاقت هذه الإذاعة استحسان مستمعيها، فاستقطبنا معدّات صغيرات عن طريق مكتبنا في النجف الأشرف، ولم تقتصر المساهمات والمشاركات على الصغيرات فقط، وإنما قد شارك أهالي الأطفال عن طريق الاتصال في البرامج أيضاً. الإذاعة لاقت أصداءً واسعة بين الناس، كيف حصدتم ثمار هذه الأصداء؟ نشكر الله(عزّ وجل) على توفيقه لنا، فاستمرارنا هو أكبر نجاح للإذاعة، وكثير من النساء مستمعات دائمات لبرامجنا، ومن أثر تفاعلهنّ أصبحن مساهمات في البرامج سواء في إعدادها أم في تقديمها، ولاقت الإذاعة صدىً واسعاً في المحافظات الجنوبية، فقد تبرّعت بعض النساء بقطع أراضٍ لوضع أبراج الإذاعة هناك مساهمة منهنّ في تقوية بثّ الإذاعة في محافظاتهنّ. ما هو دور الإذاعة في مساندة قوات الحشد الشعبي وعائلاتهم ودعمهم؟ كان للإذاعة دور فعّال في هذا الشأن من مناقشة لقضاياهم، ودعمهم عن طريق جمع التبرعات للحشد عن طريق برنامج (مؤسسون عظماء)، وفي العيد شاركنا عائلاتهم عن طريق إقامة جولة ميدانية معهم. طموحاتكم المستقبلية لدينا طموحات كثيرة منها أن يكون لإذاعتنا مكاتب في جميع المحافظات، وكذلك في الدول الأخرى، وأن يكون لدينا مراسلات هناك، وحالياً استقطبنا مراسلة وهي (ندى الشمري) في الدنمارك، تنقل لنا رسالة المواليات ونشاطاتهنّ وبخاصة في شهري محرم وصفر. كلمة أخيرة نشكر مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) ونتاجها الطيّب وتواصلها الدائم معنا، ونحن نفتخر بأقلامها المبدعة التي انتشر صداها الواسع في كلّ مكان. والتقينا ببعض ملاك الإذاعة لمعرفة أهم الجوانب المحيطة بعملهن، وابتدأنا بالأخت (سرى عبد الزهرة) مسؤولة وَحدة الإدارة التنفيذيّة في الإذاعة، وتعمل كذلك كمخرجة، وفي وحدة المونتاج، وتحدّثت عن عملها قائلة: أنا أقوم بإخراج عدة برامج منها برنامج (مؤسسون عظماء) و(مسيرة العنفوان) و(في رحاب الطفوف). وسألناها عن معرفتهم برجع الصدى للمستمعات على البرامج المباشرة وغير المباشرة فأجابت: في البرامج المباشرة يكون رجع الصدى والتفاعل بصورة آنية، فنتلقى استحسان المستمعات غالباً عن طريق الاتصالات الهاتفية، وفي البرامج الأخرى نحاول أن نختلط مع الناس من حولنا لمعرفة البرامج التي لامست قضاياهم وقدّمت الفائدة لهم، ونعرف الشيء المميّز في البرنامج الذي جذبهم؛ لنستثمر هذه الميزة في البرامج الأخرى. والتقينا كذلك بالأخت (شيماء سامي) مخرجة طباعية، وتحدثت عن عملها قائلة: جاءت برامج إذاعة الكفيل (صوت المرأة المسلمة) كسبيل للوصول إلى تكريس الجهود ومضاعفتها نحو نشر المفاهيم الثقافية والأخلاقية، وترسيخ المفاهيم الإسلامية للرسالة الإيمانية، ولتعميم الفائدة من البرامج عمدت الإذاعة إلى طباعة بعض برامجها وإصدارها على شكل كراريس، ففيها تكون المعلومة مركزة ومتوافرة، ويكمن عملي بإضافة التصاميم إلى هذه المطبوعات، وأصدرت إذاعة الكفيل 32 مطبوعاً إلى الآن. وتحدّثت الدكتورة (إيمان الموسوي) عن برنامجها المباشر (مستشارة الأسرة) الذي تعدّه وتقدّمه عبر إذاعة الكفيل في يوم الأحد قائلة: يعالج البرنامج المشاكل الأسرية بصورة عامة، وحلّ المشاكل لا يقتصر عبر الهاتف فقط، وإنما بعض المشاكل تحتاج إلى عدة لقاءات مع صاحبة المشكلة، ونلتقي بها في مبنى الإذاعة إن كانت في المحافظة نفسها أو في باقي المحافظات الأخرى، أو أتواصل معها أيضاَ عن طريق هاتفي الشخصي، وفي المشاكل المحرجة التي تواجهنا أستعين بالنصائح السديدة لسماحة السيّد (أحمد الصافي)، وسماحة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) دام عزهما. عن طريق جولتنا في الإذاعة اقتبسنا العبرة من العقول النسوية المتمثلة بأهل البيت (عليهم السلام) وقلوبهم المستنيرة بحبّهم حتى بدا ذلك واضحاً، فما يلفت النظر لأيّ امرأة تزور الإذاعة أنّ الأمكنة الموجودة فيها مسماة بأسماء أعلام النساء المؤمنات والبارزات اللّواتي لهنّ صلة بأهل بيت النبوة الطاهر، وهذا يعطي الاطمئنان والتواصل الروحي مع هذه الشخصيات المؤمنة.